ما هي وظائف الثقافة؟
تلعب الثقافة دوراً مهماً في حياة الفرد بصفته حدثاً مهماً في المجتمع، فالثقافة تعمل على زيادة وعيه وتصوغه وربط عمليات التحكم بسلوكه، فهو نتاجها واكتسب منها طبيعته الثانية، ويتجلى هذا الدور في مجموعة من الوظائف، التي بدونها يستحيل تحقيق الرقي الفكري والأدبي والأجتماعي للأفراد والجماعات.
1- وظيفة الثقافة الاجتماعية أنها تميز الأنسان في طبيعتة الثقافية الخاصة فيه وتعمل على إعادة صياغته اجتماعياً، ذلك إضافة إلى الاستمرار فب عملية نشؤ وتطور الثقافة على أمر معين، ومن الأمثلة على ذلك أن الطفل المولود الجديد لا يمكن أن يصبح إنساناً ضمن مجتمع ثقافي ما خارج الثقافة.
كذلك لا يمكن للإنسان أن يمتلك الخبرة الاجتماعية عبر الأجيال ويصبح عضواً كاملاً في المجتمع ضمن الثقافات، إلا من خلال الثقافة التي تتجسد في المعارف والقيم والمعايير والمهارات والعادات والتقاليد والطقوس واللغة والرموز وغيرها ضمن أمور المجتمع المتواجد فيه.
ثقافة المجتمع تنتقل من جيل الى جيل آخرعبر أمور التنشئة الاجتماعية، حيث يكتسب كافة أفراد المجتمع من مختلف الفئات خلال مراحل تطورهم الثقافة العامة للمجتمع، أي أن الثقافة تكون بمكانة نوع من الوراثة الاجتماعية، وهذا يعني أن دورها لا تقل عن دور الثقافة البيولوجية ضمن علم الاجتماع.
2- الوظيفة المعرفية للثقافة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوظيفة الأولى للثقافة، فالثفافة قادرة على مراكمة كمية هائلة من المعارف والمعلومات التي تحدد لأفراد المجتمع تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم، باعتبارها الذاكرة الاجتماعية والفكرية للجماعات البشرية والشعوب والأمم، كذلك استخدام هذا الخزين المعرفي في الممارسة الإنسانية عبر التربية والتعليم.
3- الوظيفة التنظيمية والرقابية للثقافة، تتعلق هذه الوظيفة بشكل رسمي في المقام الأول بتنظيم كافة أنواع الأنشطة الأجتماعية والشخصية التي ترتبط بالثقافات، فهي تؤثر في مجالات العمل والحياة اليومية والعلاقات الأجتماعية بشكل أو بآخر في سلوك الناس وتنظم تصرفاتهم وحتى اختيارهم للقيم المادية والروحية، تنجزهذه الوظيفة في المقام الأول من خلال مراعاة عدة منظومات قانونية وأخلاقية، ضرورية للوجود الإنساني والتعايش المشترك بين أفراد المجتمع.
4- الوظيفة الاتصالية للثقافة ترتبط ارتباطاً شاملاً الوظائف الثلاث المذكورة، ترابطاً وثيقاً وبالوظيفة الاتصالية، التي تتم في المقام الأول من خلال اللغة باعتبارها الوسيلة الرئيسية للاتصال بين الناس، جنباً إلى جنب مع اللغة الطبيعية فإن مجالات محددة من الثقافة، التي لا غنى عنها لأستيعاب الثقافة ككل، كما أن معرفة اللغات الأجنبية تفتح الطريق إلى الثقافات الأخرى.