مبادئ مفهوم التنظيم في علم الاجتماع:
1- عجز الإنسان الفرد عن تلبية جميع احتياجاته بمفرده، وهو لهذا مضطر إلى الدخول في علاقات اجتماعية مع غيره من أفراد من خلال مجموعة من التنظيمات القادرة على إشباع حاجاته، وهكذا يكون المبدأ الأساسي الأول الذي يقف وراء فكرة التنظيم، هو مبدأ تنسيق الجهود تحقيقاً للمعونة المتبادلة.
2- حتى يكون التنسيق فعالاً يجب أن تكون هناك مجموعة من الأهداف أو الغايات المشتركة والتي يسعى مجموعة من الأفراد إلى تحقيقها من خلال التنظيم، وهكذا يكون المبدأ الثاني هو وجود مجموعة من الأهداف المشتركة والتي يسعى مجموعة من الأفراد إلى تحقيقها.
3- يمكن النظر إلى المجتمع على أنه تنظيم واسع النطاق يتضمن في جوفه مجموعة من التنظيمات الأقل اتساعاً، والتي يقوم كل منها بتحقيق مجموعة من الأهداف المتخصصة، مثل التنظيمات الاقتصادية بدورها إلى تنظيمات أكثر تخصصاً مثل التنظيمات الصناعية والزراعية والتجارية، ويمكن بالمثل تتبع هذا التقسيم والتخصص على مستوى التنظيمات الصناعية، بل على مستوى التنظيم الصناعي الواحد، فأي مصنع أو شركة صناعية يتضمن عدة مبدأ التخصص وتقسيم العمل وتوزيع الأدوار والتنسيق بينها، بحيث تسهم في تحقيق الهدف المشترك.
4- السلطة المتدرجة، ويرتبط مفهوم السلطة داخل التنظيم أو داخل الجماعة بفكرة تقسيم العمل والسعي المشترك نحو تحقيق هدف مشترك، فمن الواضح أنه يتعذر تحقيق التنسيق بين مجموعة كبيرة متنوعة من الأفراد والأدوار والجماعات الفرعية، دون توافر قدر معين من الضبط والسلطة القادرة على وضع حدود واضحة لكل دور لا يتخطاها القائم بذلك الدور، أو وضع حدود معينة لكل تنظيم فرعي أو إدارة من الإدارات التي يتضمنها التنظيم الكبير مثل الشركة الصناعية أو الوزارة.
حتمية فرض السلطة في المجتمع:
ولا يعني حتمية وجود قدر من الضبط والسلطة داخل أي تنظيم، أن تكون تلك السلطة مفروضة بالضرورة من الخارج، حيث قد تكون تلك السلطة تابعة من الداخل بفعل تأثير الاعتقاد الديني أو تمثل قيم معينة أو بفعل الالتزام الخلقي كما هو الحال داخل الأسرة أو التنظيمات الدينية، ويمكن أن تتدرج السلطة بين السلطة الذاتية الكاملة، وبين الأوتوقراطية المفروضة كلياً من الخارج.
ويمكن القول بأن مبدأ السلطة أيا كان نوعه ومصدره، يعد أساساً جوهرياً لقيام أي تنظيم، وبدراسة التنظيمات يتضح لنا أنه يوجد داخل كل منها تدرج معين للسلطة، يتمثل في تسلسل معين للمراكز والمستويات التنظيمية، فالمراكز تسلسل صعوداً أو هبوطاً، فالتخطيط التنظيمي ﻷي تنظيم يحدد مواقع المسؤولية وحدودها، أو يحدد من المسؤول؟ ومسؤول عن ماذا؟ وعلى سبيل المثال فإن البناء التنظيمي للمصنع يحدد من المسؤول عن قطاع البيع ومن المسؤول عن رسم السياسة العامة للشركة.