في عام 293 قبل الميلاد قام الإمبراطور “دقلديانوس” بوضع نظاماً إدارياً جديداً أطلق عليه اسم “الحكم الرباعي”، حيث كان يوجد مساعد إلى جانب الإمبراطور يطلق عليه اسم “أغسطس”، وكان الأغسطس له مساعد إداري يساعده يطلق عليه اسم “القيصر”.
بداية تقسيم الإمبراطورية الرومانية:
انهار نظام الحكم الرباعي في الإمبراطورية الرومانية وتم تحويله إلى نظام الخلافة الوراثية؛ وذلك بعد تنازل الإمبراطور “دقلديانوس” والإمبراطور “ماكسيميان” عن الحكم، وقد قام الإمبراطور “قسطنطين” بنقل مقر الإمبراطورية الرومانية وعَمِل على تغييرات في نظام الدستور الديني والمدني في الإمبراطورية الرومانية، ففي عام 330 ميلادي قام بتأسيس القسطنطينية واعتبرها روما الثانية؛ وذلك بسبب موقعها المتميز حيث كانت تقع على مفترق الطرق التجارية التي تربط بين دول الشرق ودول الغرب.
ثم قام الإمبراطور “قسطنطين” بعدة إصلاحات إدارية في الإمبراطورية الرومانية، حيث استقرت العملة الرومانية “عملة الصوليدوس الذهبي” التي قدمها الإمبراطور قسطنطين عملة مستقرة وذات قيمة ثمينة، وكما قام على التغيرات في البنية التحتية للجيش الروماني، وخلال فترة الإمبراطور قسطنطين استرجعت الإمبراطورية الرومانية قوتها واسترجعت قوتها العسكرية وعاشت فترة من الازدهار والاستقرار.
ولم تكن الديانة المسيحية في الإمبراطورية الرومانية خلال فترة حكم الإمبراطور “قسطنطين”، إلا أنه كان هناك عدة ديانات، إلا أنه الديانة المسيحية كان لها الأولوية في الإمبراطورية الرومانية وقد حظيت بدعم واهتمام الإمبراطور، وقد قام الإمبراطور قسطنطين بإصدار قرار بعدم صلاحية الأباطرة بإصلاح مسائل العقيدة، وأنه لا بُدّ من الرجوع إلى رجال مجالس الكنيسة في تلك القرارات، فقام حينها الإمبراطور قسطنطين بعقد المجلس الأول في مدينة “نيقيا” والذي دعاء في ذلك المجلس ان تكون الكنيسة على رأس المجلس.
ففي عام 395 ميلادي تم اعتماد نظام وراثة الحكم في قوة في الإمبراطورية الرومانية، ففي القرنين الثالث والرابع ميلادي واجهت الإمبراطورية الرومانية الغربية عدة مشاكل إلا أن الإمبراطورية الرومانية الشرقية نجت من تلك المشاكل؛ وذلك لأن الثقافة في الإمبراطورية الشرقية أكثر رسوخاً منها في الإمبراطورية الغربية، بالإضافة إلى الموارد المالية التي كانت تتمتع بها الإمبراطورية الشرقية، حيث تم بناء الأسوار والجدران من أجل حماية الإمبراطورية الشرقية من اية هجمات، وبقيت بذلك الإمبراطورية الشرقية أكثر قوة وصمود أمام هجمات الغزاة.