أين تقع مدينة البصرة؟
مدينة البصرة، تقع جنوب شرق العراق، إنّها الميناء الرئيسي في العراق، تقع مدينة البصرة على الضفة الغربية لشاطئ العرب (الممر المائي الذي شكله اتحاد نهري دجلة والفرات)، عند مخرجها من بحيرة الحمر، على بعد (70) ميلاً (110 كم) بالمياه فوق الفاو) على الخليج الفارسي.
تعتبر مدينة البصرة أحد الموانئ التي ارتحل منها البحار الخيالي سندباد، لقد لعبت دورًا مهمًا في بداية التاريخ الإسلامي وتم بناؤه عام (636)، وتعتبر العاصمة الاقتصادية للعراق.
تاريخ مدينة البصرة:
كان لمدينة البصرة العديد من الأسماء عبر تاريخها، وكانت البصرة هي الأكثر شيوعًا في اللغة العربية، تعني كلمة بحيرة “المراقب”، والتي ربما كانت إشارة إلى أصل المدينة كقاعدة عسكرية عربية ضد الساسانيين، جادل آخرون بأنّ الاسم مشتق من الكلمة الآرامية بصراتة، والتي تعني “مكان الأكواخ، الاستيطان”.
تأسّست مدينة البصرة كمعسكر عسكري للخليفة الثاني عمر بن الخطاب الأول، في (638) م على بعد حوالي (8) أميال (13 كم) من مدينة الزبير الحديثة في العراق، شجع قرب مدينة البصرة من الخليج العربي وسهولة الوصول إلى نهري دجلة والفرات والحدود الشرقية نموها لتصبح مدينة مهمة، على الرغم من المناخ القاسي وصعوبة إمداد المدينة بمياه الشرب، تمّ بناء أول مسجد (مسجد البصرة) ذو أهمية معمارية في الإسلام هناك عام (665).
قاتلت قوات البصرة الفرس الساسانيين في معركة نهاوند (642) واحتلت المقاطعات الغربية لإيران (650)، في حين كانت المدينة نفسها موقع معركة الجمل (656)، في السنوات التي تلت خلافة علي بن أبي طالب (656-661) وبعدها، كانت البصرة بؤرة الصراع السياسي الذي نشأ بين الفصائل الدينيّة المتنافسة في الإسلام، تفاقم هذا الاحتكاك السياسي بسبب الوضع الاجتماعي المتقلب.
في حين أن الجيش العربي كان يشكل طبقة أرستقراطية في البصرة، فإن السكان المحليين والمهاجرين المختلفين الذين استقروا هناك (الهنود والفرس والأفارقة والملايو) كانوا مجرد موالي أو عملاء مرتبطين بالقبائل العربيّة، وبالتالي فإن تاريخ البصرة من أواخر القرن السابع الميلادي هو تاريخ الاضطرابات والتمرد، استولت على المدينة لفترة وجيزة من قبل المطالب بالخلافة عبد الله بن الزبير (توفي عام 692)، ثمّ أصبحت مركزًا لثورة ابن الأشعث عام (701) وثور المهلب في (719-720).
لم تتحسن الظروف في عهد العباسيين، الذين استولوا على الخلافة عام (750)، واستمرت الانتفاضات والتمردات، ثار شعب الزوي الهندي في (820-835)، تمرد الزنج، السود الأفارقة الذين تمّ إحضارهم إلى بلاد ما بين النهرين للعمل بالسخرة في الزراعة، حوالي (869-883).
غزا القرامطة، وهم طائفة إسلاميّة متطرفة، ودمروا البصرة عام (923)، ثم تراجعت المدينة بعد ذلك، وطغت عليها شهرة العاصمة العباسية بغداد، بحلول القرن الرابع عشر، ترك الإهمال والغزوات المغولية القليل من البصرة الأصلية قائمة، وبحلول مطلع القرن السادس عشر تمّ نقلها إلى موقع العُبَلة القديم، على بعد أميال قليلة من المنبع.
كانت البصرة مع ذلك، مركزًا ثقافيًا لامعًا في حد ذاتها طوال القرن الثامن وحتى القرن التاسع، كانت موطنًا لقواعد اللغة العربية والشعراء وكتاب النثر وعلماء الأدب والديانات، تمّ تقديم التصوف الإسلامي لأول مرة في البصرة من قبل الحسن البصري، وتطورت المدرسة اللاهوتية للمعتزلة هناك، ربما تشتهر البصرة لدى الغربيين بأنها المدينة التي انطلق منها السندباد في فيلم “ألف ليلة وليلة”.
متى حكم العثمانيون مدينة البصرة؟
كانت بصرة إيالت (التركية العثمانية: ایالت بصره، آياله بصيرة) إيالة للإمبراطورية العثمانية، كانت مساحتها المبلغ عنها في القرن التاسع عشر (9872) ميل مربع (25.570 كيلومتر مربع)، استولى الأتراك على البصرة عام (1668) وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، استقر التجار الإنجليز والهولنديون والبرتغاليون هناك.
كانت البصرة في السابق حكومة وراثية (ملكية)، لكنها تحولت إلى إيالة عادية عندما فتحها السلطان محمد الرابع، في عام (1534)، عندما استولى العثمانيّون على بغداد، خضع راشد المغامس، الأمير البدوي الذي كان يسيطر على البصرة، للعثمانيين، أصبحت البصرة ولاية عثمانية عام (1538)، وعُين حاكم عثماني بحلول عام (1546) خضعت إيالة لاحقًا لبغداد في عهد سلالة المماليك في العراق، وتم فصلها عن بغداد مرّة أخرى من عام (1850) إلى عام (1862).
وتطورت البصرة بشكل كبير خلال القرن التاسع عشر كنقطة عبور لحركة المرور النهرية إلى بغداد، في عام (1914) بدأ بناء ميناء حديث في البصرة، والتي لم يكن بها أرصفة في السابق.