متى حكم العثمانيون مدينة حلب؟

اقرأ في هذا المقال


أين تقع مدينة حلب؟

مدينة حلب، باللغة العربية حلب، باللغة التركية حلب، المدينة الرئيسية في شمال سوريا، تقع في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، على بعد حوالي (30) ميلاً (50 كم) جنوب الحدود التركية. تقع حلب على مفترق طرق تجارية كبيرة وتقع على بعد (60) ميلاً (100 كم) من كل من البحر الأبيض المتوسط ​​(غربًا) ونهر الفرات (شرقًا).

تاريخ مدينة حلب؟

العمر الدقيق لمدينة حلب غير معروف، على الرغم من أنه يُعتقد أنّها من بين أقدم مدن العالم المأهولة باستمرار، يُعتقد أنّ المستوطنين الأوائل بنوا منازل على التل في وسط المدينة الحديثة، مستفيدين من المزايا الدفاعيّة الطبيعيّة للمنطقة، والأراضي الزراعية الخصبة، والقرب من مصدر المياه نهر قويق ومع ذلك، فإنّ استمرار احتلال الموقع حتى يومنا هذا جعل البحث عن الأدلة الأثريّة للتاريخ المبكر للموقع أمرًا صعبًا.

الاسم العربي للمدينة حلب هو من أصل سامي قديم، تمّ ذكره لأول مرة في أرشيفات مدينة إيبلا القديمة في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد كموقع لمعبد مهم مخصص لإله العاصفة في الشرق الأدنى حداد، اكتشف علماء الآثار في أواخر القرن العشرين بقايا هذا المعبد المدفونة في موقع قلعة حلب التي تعود للقرون الوسطى ، على قمة التل في وسط المدينة، تعود أقدم أجزاء المعبد إلى الألفيّة الثالثة قبل الميلاد، وتمّ تجديد المبنى عدة مرات على مدى آلاف السنين التالية، تشير سماكة جدرانه المدمرة إلى أنّ المعبد كان برجًا طويلاً كان يمكن رؤيته لمسافات طويلة.

تعد مدينة حلب من أهم وأقدم المدن العربية على مر التاريخ حيث كانت مستوطنة من التجار القادمين من أوروبا، كما أنّها مكان لاستقرار العديد من الجماعات البشرية وذلك بسبب توافر المياه وخصوبة التربة والمناخ الملائم.

كانت حلب في القرن الثامن عشر قبل الميلاد عاصمة مملكة يامخد العموريين، بعد ذلك خضعت للحكم الحثي والمصري والميتاني والحثي مرة أخرى خلال القرنين السابع عشر والرابع عشر، في القرون المتعاقبة نالت بعض الاستقلال كإمارة حثية، تم غزوها من قبل الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد ثم سيطر عليها الفرس الأخميني من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

إن ندرة السجلات التاريخية المتعلقة بحلب خلال فترتي الحكم الآشوري والأخميني تشير إلى أنّ المدينة قد تراجعت أهميتها، في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، سقطت المدينة في أيدي السلوقيين، الذين أسسوا مستعمرة مقدونية في الموقع وأطلقوا عليها اسم (Beroea)، على اسم المدينة المقدونيّة القديمة التي ربما كانت الموطن الأصلي للعديد من المستوطنين القادمين.

أصبحت مدينة مهمة في الفترة الهلنستية ومركز تجاري كبير بين منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​والأراضي الواقعة في أقصى الشرق، تم استيعاب المدينة في مقاطعة سوريا الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد. من المرجح أن الاستيطان اليهودي في المنطقة قد بدأ خلال هذه الفترة، كما تم إنشاء مجتمع مسيحي، ازدهرت بيرية كمركز لحركة مرور القوافل في ظل الحكم البيزنطي، لكنّها تعرضت للنهب والحرق من قبل الملك الفارسي الساساني خسرو الأول عام (540) م.

متى حكم العثمانيون مدينة حلب؟

في عام (1516) تم دمج المدينة في الإمبراطوريّة العثمانيّة، وسرعان ما أصبحت عاصمة لإقليم يضم شمال سوريا وأجزاء من جنوب الأناضول، استمر الانتعاش التجاري، مما أدى إلى إعادة بناء وتوسيع سوق حلب (السوق) وبناء خانات جديدة (استراحات للتجار المتجولين).

وشملت الواردات الرئيسية للمدينة الحرير الفارسي والفلفل الهندي، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانت حلب ثالث أكبر مدينة في الإمبراطوريّة العثمانيّة، بعد القسطنطينية (اسطنبول الآن) والقاهرة، واستضافت القنصليات والمكاتب التجاريّة الفينيسيّة والبريطانيّة والهولنديّة والفرنسيّة.

كان وجود مجتمع تجاري أوروبي كبير مربحًا بشكل خاص للمسيحيين في حلب، الذين عملوا غالبًا كوكلاء تجاريين ومترجمين، استمر الازدهار حتى منتصف القرن الثامن عشر، عندما تراجعت التجارة بسبب انخفاض إنتاج الحرير الفارسي الذي صاحب انهيار السلالة الصفويّة، كما أدى تطوير النقل البحري والإبحار الاقتصادي إلى نقل الكثير من الحركة التجارية الدولية إلى المدن الساحلية المتوسطية، على حساب مراكز القوافل الداخلية مثل حلب.

شهد أواخر القرن الثامن عشر ضعف سيطرة الحكومة العثمانية في حلب وزيادة مقابلة في الصراع بين الفصائل بين النقابات والجمعيات التجارية القوية، أثارت الإصلاحات العثمانيّة حلقة من أعمال الشغب والاحتجاج مصحوبة بالعنف والنهب الموجه ضد المجتمع المسيحي في حلب عام (1850)، ومع ذلك، سرعان ما تمت استعادة السيطرة العثمانية.


شارك المقالة: