الفتح العثماني لتونس:
كان فتح تونس عام (1574) بمثابة الفتح الأخير لتونس من قبل الإمبراطورية العثمانية على الإمبراطورية الإسبانية، كان هذا حدثًا ذا أهمية كبيرة حيث قرر أن شمال إفريقيا سيكون تحت الحكم الإسلامي وليس المسيحي وأنهى الفتح الإسباني لشمال إفريقيا، والذي بدأ عام (1497) تحت حكم الملوك الكاثوليك في إسبانيا، أدى الاستيلاء على تونس عام (1574) إلى “ختم الهيمنة العثمانية على شرق ووسط المغرب العربي“.
فتح العثمانيّون تونس في البداية تحت قيادة خير الدين بربروسا في عام (1534)، لكن في العام التالي، أطلق الإمبراطور الروماني المقدس شارل الخامس حملة كبيرة واستولى عليها بدوره، أسس حامية وحاكم تابع في شخص من السلالة الحفصيّة.
استولى الباي الجزائري أولوج علي باشا على تونس عام (1569) لصالح الإمبراطوريّة العثمانيّة، ولكن في أعقاب الانتصار المسيحي (1571) في معركة ليبانتو، تمكن جون النمساوي من الاستيلاء على تونس في أكتوبر (1573).
السيطرة على تونس:
في عام (1574) حاول ويليام أوف أورانج وتشارلز التاسع ملك فرنسا، من خلال سفيره المؤيد للهوجوينت فرانسوا دي نويل، أسقف داكس، الحصول على دعم الحاكم العثماني سليم الثاني من أجل فتح جبهة جديدة ضد الملك الإسباني فيليب الثاني.
أرسل السلطان سليم الثاني دعمه من خلال رسول، سعى إلى جعل الهولنديّين في اتصال مع الموريسكيين المتمردين في إسبانيا وقراصنة الجزائر، كما أرسل السلطان سليم أسطولا كبيرا لمهاجمة تونس في خريف (1574)، وبالتالي نجح في تخفيف الضغط الإسباني على الهولنديّين.
في معركة لا جوليتا، حشد السلطان سليم الثاني أسطولًا من (250) إلى (300) سفينة حربية، مع حوالي (75000) رجل، كان الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وعليج علي، تم دمج الأسطول العثماني مع القوات التي أرسلها حكام الجزائر وطرابلس وتونس، مما أعطى قوة مجتمعة حوالي (10000) هاجم الجيش تونس ولا جوليتا، سقطت رئاسة (La Goleta)، التي دافع عنها (7000) رجل، في (24) أغسطس (1574)، استسلمت آخر القوات المسيحيّة في حصن صغير مقابل تونس في (3) سبتمبر (1574).
حاول جون النمساوي تخفيف الحصار بأسطول من القوادس من نابولي وصقلية لكنه فشل بسبب العواصف، التاج الإسباني، المتورط بشدة في هولندا ونقص الأموال، لم يتمكن من المساعدة بشكل كبير.