مجالات التحضر

اقرأ في هذا المقال


المجتمعات الإنسانية تَمرّ بالكثير من المراحل حتى تتمكن من الوصول إلى درجة التحضر، كما أنَّ الوصول إلى نفس الدرجة من التحضر لا تكون متساوية في جميع المجتمعات، ومن الممكن أن تَمرّ المجتمعات بالتعثر والاضطراب حتى تصل إلى التحضر وتصل إلى التمدن في جميع المجالات الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية.

مجال العلاقات الاجتماعية والثقافية:

المجال العائلي والعلاقات الأسرية: بدأت الأسرة تتغير بشكل تدريجي وبشكل خاص بالوظائف التاريخية، وترتب عن فقدان الأسرة لبعض من وظائفها والاهتمام بأعضاء الأسرة وتقلص سلطة الأسرة على أعضائها، حيث أنَّ الروابط الأسرية أصبحت سطحية ضيقة ومن التغيرات التي حدثت في نظام الأسرة:
أ- التركيب الأسري: الأسرة الحديثة هي في حالة من التغير والتحول المستمر، حيث تغيرت الأسرة من الأسرة الممتدة إلى الأسرة النواة، ويعتبر التقلص في حجم الأسرة من أحد أهم مظاهر التغير في الأسرة، ومن المتوقع في المستقبل أنَّ الأسر الممتدة ستختفي وتتلاشى مع مرور الوقت بسبب الظروف المادية التكنولوجية التي لا تتفق مع الأسرة الممتدة وتتلاءم مع الأسرة النواة.
ب- تغير في وظائف الأسرة: تُعَد الأسرة في الوقت الماضي القائمة بالكثير من الوظائف، حيث كانت تتحمل الأسرة كل المسؤوليات والأعمال، والأسرة هي وحدها مسؤولة عن وظيفة التناسل وتربية الأطفال، وبسبب عملية التحضر والتصنيع قلَّت وظائف الأسرة وظهرت مؤسسات جديدة تقوم بالأعمال التي كانت تقوم بها الأسرة ولم يبقى لها سوى وظيفة التناسل والتنشئة الاجتماعية.
جـ- التغير في الوضع الاقتصادي والمهني للأسرة: حيث أنَّ المهن التي يقوم بها الأبناء تختلف عن المهن التي يقوم بها الآباء، ودخول المرأة إلى سوق العمل ومشاركة الزوجة في الإنفاق على المنزل.
د- الاستقلال السكني عن الأهل: الأسرة الحديثة تميل إلى السكن والعيش في بيت مستقل وبعيد عن منازل الأهل والأقارب، والسكن في مناطق تتناسب مع المكانة الاجتماعية وقريب من مكان العمل.

المجال العمراني:

نمط السكن: يُعَد السكن ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، فقد وجد منذ وجود الحياة الإنسانية فالإنسان القديم كان يعيش في مغارة ثمَّ تطور ليصبح سكن فخم في الوقت الحالي.
أشكال وأنماط السكن في الوسط الحضري:
1- سكن فردي: وهو سكن تستعمله أسرة واحدة في الأغلب، وتكون هذه الأسرة أسرة نواة، ومن الممكن أن يكون هذا السكن خاص بالأسرة أي أنَّه مُلك لها من أجل الاستعمال الفردي
2- سكن جماعي: وهو سكن تستخدمه أسر متعددة أي أكثر من أسرة في نفس الوقت ومن الممكن أن تربط بينهم علاقة القرابة أو لا وكان سائد في المجتمعات القديمة وبدأ يتقلص ويختفي في الوقت الحالي.

المصدر: علم الاجتماع الحضري،سعيد ناصف،2006علم الاجتماع الحضري،صابر عبدالباقي،2010مقدمة في دراسة علم الاجتماع،ابراهيم عثمان،2018


شارك المقالة: