اقرأ في هذا المقال
أوضحت منهجية التحليل النوعي المقارن المجتمعات عبر الإنترنت، والتي أشير إليها على أنها دراسات ميدانية شبكية، ووصفت الدراسات الميدانية المتصلة بالشبكات على أنها نهج يسمح بالبحث عبر مجتمعات ومواقع ميدانية متعددة لبناء مجموعة متماسكة من الادعاءات التحليلية حول دور التكنولوجيا والحياة اليومية.
مفهوم الإنترنت في علم الاجتماع الرقمي
الإنترنت هو عبارة عن نظام عالمي لشبكات الكمبيوتر، وإنه أيضا عبارة عن شبكة تقنية تتضمن أجهزة الكمبيوتر وأنظمة توصيل أجهزة الكمبيوتر ببعضها البعض وبروتوكولات الاتصال، وشبكة اجتماعية تتضمن مشاركة المستخدمين وتخزينهم واسترداد المعلومات مع بعضهم البعض.
مجالات دراسة علم اجتماع الإنترنت في علم الاجتماع الرقمي
مع نضوج دراسات الإنترنت إلى مجال متعدد التخصصات للمنح الدراسية، يتساءل عدد أقل من الناس عما إذا كانوا يدرسون الإنترنت أم لا، ويتساءل عدد أكبر بكثير عن الكيفية، يتعلق أحد خيوط المناقشات المنهجية حول أبحاث دراسات الإنترنت بما إذا كانت هناك حاجة إلى تطوير طرق جديدة تمامًا لدراسة الظواهر عبر الإنترنت أو ما إذا كانت الأساليب التقليدية ومن المجالات الراسخة مثل علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ يمكن تكييفها ببساطة للويب.
في حين أن هناك قلة ممن قد يقترحون أن دراسات الإنترنت تجرد تمامًا من أساليب البحث التقليدية، إلا أنه يظل سؤالًا مفتوحًا حول كيفية تطوير طرق لدراسة الظواهر عبر الإنترنت بطريقة تدرك ما هو جديد وتقوم بعمل روابط ذات صلة بالطرق الحالية، قد لا تتطلب دراسة الشبكات الاجتماعية والتقنية التي تعني العلاقات المتنوعة بين البشر وغير البشر التي تشمل الحياة اليومية، ممارسة بحثية جديدة تمامًا ولكن ظهرت تحديات منهجية مختلفة في سياق الحياة الاجتماعية والتقنيات الرقمية.
مراجعة شاملة لأساليب الوسائط الرقمية، ومع ذلك يجدر تسليط الضوء على عدد قليل من القضايا المنهجية المرتبطة بدراسة الشبكات، لا سيما في إطار البحث النوعي والتفسيرى، تناولت الانتقادات المبكرة الميل إلى فرض ثنائي صارم عبر الإنترنت دون اتصال متجاهلة الطرق التي تجسد الأمور عبر التقنيات والأجهزة المختلفة.
لاحظ بعض العلماء والباحثين فشلًا في تفسير الاختلافات في الجغرافيا والثقافة في تحليل الحياة الرقمية، أو أشاروا إلى قيود التركيز على منصة واحدة، نظرًا لأن الأشخاص يجتازون عادةً عددًا من الأجهزة ومواقع الشبكة في جميع أنحاء اليوم، وبشكل عام تؤكد هذه الانتقادات على صعوبة دراسة الرقمية بطريقة معقدة وشاملة، مع الاعتراف بتضمينها في الحياة اليومية وما هي العوامل التي تدين بالفضل أو لأماكن وأشخاص وممارسات معينة.
تساعد دلالات تعدد المعاني لكلمة شبكة في توضيح هذه الصعوبات، فقد يرتب البشر أنفسهم في شبكات من العلاقات الاجتماعية، كما أنهم مرتبطون بشكل متزايد في الشبكات الاجتماعية والتقنية، الرقمية وغير ذلك. مع الأخذ في الاعتبار الانتقادات المنهجية التي تظهر في أبحاث دراسات الإنترنت، كيف يمكن تطوير الأساليب الأنسب لتوضيح العلاقات بين الناس والتكنولوجيا؟ ما الذي يمكن أن تكشفه المقارنة بين الشبكات الاجتماعية والتقنية المختلفة من حيث بناء النظرية حول كيفية استخدام مجموعات الأشخاص للوسائط الرقمية واللعب بها؟
إن الدراسات الميدانية الشبكية كطريقة تفسح المجال أمام السؤال أولاً عن كيفية تطوير مجموعات من الأشخاص للممارسات والمعايير حول شبكة اجتماعية تقنية، ثم مقارنة تلك السلوكيات والمواقف المعيارية بالمجتمعات الأخرى، وعند فحص المجتمعات، تعمل الدراسات الميدانية الشبكية على نهج المستوى المتوسط في البحث عن النشاط البشري، بين المستوى الجزئي للأنشطة الفردية والمستوى الكلي للمعايير والقيم المجتمعية.
يعكس اتباع نهج على المستوى المتوسط توجهًا اجتماعيًا على عكس النفسي أكثر تجاه الظواهر الاجتماعية، المجتمعات مفيدة للدراسة ليس لأنها تسلسلات هرمية بسيطة للعلاقات الإنسانية، ولكن لأنها فوضوية ومعقدة ومتناقضة في كثير من الأحيان، ويسمح النظر إلى المجتمعات بوجود حل وسط بين دراسة صنع المعنى الفردي ومجموعة أوسع من الادعاءات المجتمعية.
علاوة على ذلك يتم استثمار الطريقة الموضحة هنا في البحث عبر المجتمعات للنظر في التقارب والاختلاف في العلاقات واستخدامات التقنيات الرقمية بين مجموعات من الناس، ومقارنة الممارسات والمعايير عبر مجموعات متميزة يوفر فهما أكثر قوة من ما دور التكنولوجيا يمكن أن تكون للمجتمعات كما المجتمعات.
وهذا يعني أن هذا النوع من العمل يمكن أن يعالج أسئلة عما إذا كان تقنيات تدعم أو تعرقل عمل دعم والحفاظ على الشعور الجماعي، يأتي العمل المقارن مصحوبًا بتحديات، وقد لا تكون مناسبة أو مجدية في جميع الحالات، لكن هذا النهج يسمح بتحليل الشبكات الاجتماعية والتقنية، ويحتمل أن يوسع مدى وصول العقد والحواف لتشمل وجهات النظر والممارسات لمجموعات متعددة.
إن استخدام مصطلح الدراسات الميدانية واضح إلى حد ما، بما يتماشى مع تعريف للعمل الميداني على أنه الخصائص المكانية لمشروع بحث ميداني وهي المرحلة التي تتشكل فيها العمليات الاجتماعية قيد الدراسة، هذا لا يعني أن المصطلح لا جدال فيه في أبحاث العلوم الاجتماعية.
على الرغم من أن نتحدث بشكل روتيني عن الموقع الميداني بصيغة المفرد، إلا أن موضوع الدراسة في التقليد الإثنوغرافي من الناحية العملية نادرًا ما يكون مساحة جغرافية أو وحدة ثقافية مقيدة بإحكام، وبدلاً من ذلك تميل المواقع الميدانية إلى التوسع والتقلص على مدار المشروع وترتبط دائمًا بالمواقع والمؤسسات الاجتماعية والمجتمعات الأخرى.
مؤثران رئيسيان هنا هما التعبير الأساسي عن الإثنوغرافيا المتعددة والعمل في الموقع الميداني كشبكة، بدلاً من قصر مفهوم الموقع الميداني على موقع مادي واحد تمت الدعوة إلى مزيد من المرونة، ودمج مواقع متعددة في مشروع العمل الميداني الغامر، تتطلب الدراسات الميدانية المتصلة بالشبكات تنقلًا مشابهًا، ليس فقط من حيث التحقيق في المجتمعات والتقنيات المنفصلة، ولكن أيضًا في حساب كل من الممارسات عبر الإنترنت وغير المتصلة بالإنترنت، وتتبع الأنظمة الأساسية والأجهزة والمواقع المختلفة المادية والرقمية التي تظهر داخل المجتمع،
البيئة الاجتماعية والتقنية، هذا الإحساس بالعمل الميداني له أوجه تشابه مهمة، الذي تشير الشبكة بالنسبة له إلى مقدمة للممارسات ضد بيئة مكانية ديناميكية والتي يتوسطها البنى التحتية التكنولوجية إلى حد كبير.
إن المقارنة النوعية للممارسات الرقمية عبر المجتمعات هي أقل شيوعًا وغير منظورة، أن هذه الدراسات مفيدة في تطوير نظريات المستوى المتوسط في الحياة الاجتماعية والتقنية، تنتج دراسة المجتمعات باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الترتيبات الديناميكية للأدوات والوسائط الرقمية وصفًا ثريًا ومتعمقًا وشاملًا للشبكات الاجتماعية والتقنية كما يتم تصويرها من خلال الأخلاق والمعنى والممارسات، ومن خلال تقديم مصطلح الدراسات الميدانية الشبكية، إن هذه المقارنة بين الممارسات الاجتماعية والتقنية عبر المجتمعات أمر جديد تمامًا، وفي الواقع إن هذا النهج المنهجي مستمد من مجموعة من التقنيات المعمول بها والأساليب التحليلية.