اشتملت العصور الوسطى على ثلاثة مجتمعات كبيرة وذلك حسب ظهورها التاريخي، والتي تكونت من المجتمع البيزنطي، والذي ورث الجانب الشرقي من أملاك الإمبراطورية الرومانية، والمجتمع الأوروبي والذي عاش على أراضي الجانب الغربي للإمبراطورية الرومانية، والمجتمع الإسلامي والذي بدأ من شبه جزيرة العرب، والذي ما لبث إلى أن احتوى أملاك الدولة الفارسية، وجانباً كبيراً من أملاك الإمبراطورية الرومانية، وهي الشام وآسيا الصغرى والشمال الأفريقي من مصر، حتى المحيط الأطلسي وإسبانيا وغيرها من الأراضي قي آسيا وأفريقيا.
مجتمعات العصور الوسطى في أوروبا:
المجتمع البيزنطي:
يعتبر المجتمع البيزنطي أول المجتمعات الأوروبية، والذي اتخذ الديانة المسيحية ديانة له، مثله مثل باقي المجتمعات الأوروبية، إلا أنه اختلف عن المجتمع الأوروبي في اتخاذ المذهب الأرثوذكسي، مذهباً مسيحياً رسمياً لدولته، وتم اتخاذ مدينة القسطنطينية عاصمة للمجتمع البيزنطي، وقد كان المجتمع البيزنطي يضم عدة قبائل وشعوب من مختلف أنحاء العالم، حيث كان يضم الشعب الآسيوي والشعب الإغريقي والشعب السلافي وغيره من الشعوب التي كانت تتحرك في شمال أوروبا وغرب آسيا. ومع مرور الزمان تقلصت الأملاك البيزنطية، إلا أن العاصمة القسطنطينية بقيت ولم تزول، وما دامت الإمبراطورية البيزنطية باقية.
المجتمع الأوروبي:
وقد اشتمل المجتمع الأوروبي على العناصر الرومانية، وذلك بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، ذلك بالإضافة إلى العناصر التي وفدت إليه على شكل هجرات وغزوات، وهو ما يعرف عبر التاريخ بالغزوات الجرمانية، وقد حملت تلك العناصر حضارات اختلطت بالحضارة الرومانية، وبعد ذلك ظهر مجتمع جديد كان في الأول يعتنق الديانة المسيحية على المذهب الأريوسي، ومن ثم بعد ذلك تخلى المجتمع الأوروبي عن المذهب الأريوسي، واتخذ المذهب الكاثوليكي مذهباً له. وقد كانت مدينة روما في مطلع العصور الوسطى مركزاً للمجتمع الأوروبي، من الناحية السياسية والروحية، إلا أن هذا المركز قد تلاشى في فيما بعد، وقد اقتصر فقط على السيادة الروحية لتواجد البابوي فيها.
المجتمع الإسلامي:
وقد بدأ المجتمع الإسلامي في أوروبا، مع بداية ظهور الإسلام، فقد أصبح له دولته الخاصة والمتميزة سياسياً وحضارياً، وذلك لقيامها على مفهوم إسلامي مستمد من شريعتها، وإن كان ذلك المجتمع صغيراً مع الدعوة المحمدية، إلا أنه سرعان ما انتشر وساد أقاليم شاسعة.
