إن تطور الخدمة الاجتماعية كمهنة في البذور الأولى لظهور الخدمة الاجتماعية، واكبت محاولات أولية، لتحويل الممارسة من مفهوم التطوع إلى مفهوم المهنية وذلك بتخصيص جهود محددة، وأفراد متخصصين لتقديمها.
محاولات تحديد المقومات المهنية للخدمة الاجتماعية:
- المحاولة الأولى: محاولة إبراهيم فلكسنر، مع قيام الخدمة الاجتماعية كوظيفة بدلاً من كونها نشاط تطوعي تحول الانتباه إلى تطورها كمهنة، ففي عام 1915 تساءل إبراهيم فلكسنر هل الخدمة الاجتماعية مهنة؟ واستخدم مدخل مُطلق في دراسته عن المهن، نتج عنه ست فئات لمعرفة أي مهنة واعتبرها معايير ضرورية لمدى المهنية.
وتلك المعايير هي، ارتكاز المهنة على عمليات عقلية ضرورية ومسؤولية فردية، ولا تؤدي روتينياً بل تحتاج لتعلم وتفكير من المهني، ويجب أن تعلم وأن توضع معرفتها موضع الممارسة، وأيضاً ينبغي أن تكون صالحة للاستخدام الميداني، وأن تكون لها أهداف محددة وأساليب فنية، وتتجه إلى التنظيم الذاتي ولا بدّ من تحديد مسؤولياتها تجاه من تخدمهم، ويجب أن يمارسها متخصصين.
وانتهى فلكسنر إلى أن الخدمة الاجتماعية لم تحقق بعد ما يجعلها في مصاف المهن، حيث أنها تفتقر إلى بعض المعايير وتطالب الأخصائيين الاجتماعيين ببذل الجهد والاهتمام ببناء مهنة لهم. - المحاولة الثانية: محاولة أرنست جرينوود، في عام 1957 أوضح جرينوود صفات المهنة في خمس صفات يمكن على أساسها أن تحدد درجة المهنية ﻷي جماعة وظيفية هي، أولاً: وجود قاعدة نظرية تستند عليها المهنة، وثانياً: توفر سلطة مهنية لمن يمارسها، وثالثاً: مكانة واعتراف مجتمعي، ورابعاً: قانون أخلاقي منظم يحكم الممارسة، وخامساً: ثقافة مهنية للممارسين.
وقد ربط جرينوود تطور المهنة بكل من المعايير أو الصفات الخمسة، لوضع الخدمة الاجتماعية على ميزان المهنية واستنتج أنه عندما نضع الخدمة الاجتماعية أمام نموذج المهن، فإننا يمكن أن نقرر بسرعة أنها مهنة بالفعل لها كثير من المعايير المهنية، بل أنها تسعى ﻷن تصل ﻷقصى المميزات التي تتمتع بها حالياً كثير من المهن ذات المكانة المرتفعة. - المحاولة الثالثة: محاولة اتزيوني، لقد أوضح عام 1964 أن هناك خصائص أساسية للمهن والمهنيين هي: أن للمهن رموز وأخلاقيات وأعضاء يطبقونها، وأن للمهن تنظيم عام ومنظمات تمارس من خلالها، وأن للمهن أساس معرفي يوجه الممارسة، وأن يتم تدريب المشتغلين بالمهنة على ممارستها.
- المحاولة الرابعة: محاولة عبد الحليم رضا، لقد حدد عام 1988 المقومات التالية للمهنة وهي: وجود هدف اجتماعي للمهنة، وينبغي أن تكون للمهنة قاعدة علمية، وتوفر مهارات أي تكنولوجية خاصة بالمهنة، وأيضاً مؤسسات علمية معترف بها يتم التدريب فيها، وتقسيم المهن إلى مجموعة مهن تسعى إلى الربح، ومهن أخرى لا تسعى إلى الربح.