يمكن تحديد محتوى نظام الرعاية الاجتماعيَّة في عدَّة نماذج وانساق للتدخُّل لتحقيق المساعدة البَناءَة في المجتمع.
نماذج وأنساق نظام الرعاية الاجتماعية
١- تحليل وتخطيط سياسة الرعاية الاجتماعية.
٢- برامج الضمان الاقتصادي ( الإعاقة الاجتماعية).
٣- برامج الخدمات الاجتماعية.
٤- إدارة الرعاية الاجتماعية.
٥- العمل الاجتماعي.
أولا: تحليل وتخطيط سياسة الرعاية الاجتماعية
تُشير هذه العمليَّة إلى تخطيط أو تطوير التشريعات الاجتماعية وتنظيم الحقوق الخاصَّة بالرعاية الاجتماعية الأهلية منها أو الحكومية ويمكن أن نطلق على هذه العملية التخطيط الاجتماعي، أو الهندسة الاجتماعية أو تنظيم وتخطيط المجتمع.
وهي عملية تتضمن صياغة وتصميم الخطط الحكومية والأهلية في مجال الرعاية، أو وضع السياسات والبرامج كما هو الحال في المساعدات الاقتصادية ( الضَّمان الاقتصادي) أو قوانين العمل أو تمويل المؤسسات المحلية.
ويمكن تعريف سياسة الرعاية الاجتماعية على النحو التالي:
” نسق من المبادىء المرتبطة بمحتوى الممارسة والتي تتطلَّبها طبيعة العمل مع الأفراد أو جماعات المجتمع والتي من شأنها أن تُقَنِّن التنمية من حيث توزيع المسؤوليات والأدوار على المحليَّات وِفقاً لضوابط معيَّنة، مع وجود الحوافز والتأهيل للأفراد والجماعات داخل المجتمع. وبهذا فإنَّ سياسة الرِّعاية الاجتماعية من شأنها أن توجِّه برامج العمل وفق الإطار الذي يضمّ مستوى المعيشة المرغوب فيه لأفراد المجتمع”.
ثانيا: برامج الأمن الاقتصادي للرعاية الاجتماعية
وهي تتعلق بالمساعدات المالية كما هو الحال في الضمان الاجتماعي ومساعدات البطالة وخدمات الإيواء أو حالات الكوارث والنكبات وغيرها من المساعدات الماليَّة الأخرى والهدف من هذه البرامج توفير الحماية الاقتصاديَّة والحدّ الأدنى من الدَّخل لمقابلة الخلل في الموارد الاقتصاديَّة، وتقوم الفكرة أساساً على توفير نوع من التكافل الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع.
ثالثا: الخدمات في الرعاية الاجتماعية
وهي جهود مُنظّمة وموجهة نحو الأفراد أو أساليب للتدخل من شأنها مساعدة الأفراد والجماعات أو إحداث تعديلات في البيئة الاجتماعية لتحقيق التوافق الإيجابي وبحكم أنَّها خدمات فمعنى ذلك أنَّها مفيدة وتُقَدَم للأفراد في صورة مساعدة عن طريق أشخاص آخرين، وليس المقصود بها المساعدة الذَّاتية أو العون الذَّاتي، وهي يمكن أن تكون في صورة خدمات موجهة لجماعات المجتمع، إذّ أنَّها تهدف إلى زيادة الكفاءة الاجتماعية للأفراد في المجتمع.
ويمكن أن تأخذ الخدمات الاجتماعية العديد من الصور تِبعاً لوظائفها:
- خدمات تقليدية أو أولية: كالخدمات الخاصة بالإعلام والتمويل أو الدفاع والمشاركة ومن أمثلتها جمعية الإسعاف والهلال الأحمر.
- التأهيل أو العلاج والمساعدة: وهي تضمّ برامج الحماية والرعاية الاجتماعية ومن أمثلتها المجالس والاتحادات ورعاية الطفولة والخدمة الاجتماعيَّة في المجال المدرسي والطهي والبرامج الخاصَّة بتعديل السلوك وبرامج الحماية للمُسنين.
- خدمات التنشئة الاجتماعيَّة والتنمية: ومن أمثلتها الرعاية اليوميَّة للأطفال والتخطيط للأسرة ومراكز الأحياء وبرامج التعليم للأسرة.
رابعا: الإدارة في الرعاية الاجتماعية
تهتم الإدارة والتنظيمات والإجراءات وتوجيه البرامج واختيار العاملين في مجال التخطيط للسياسة الاجتماعية أو تنفيذ برامج المساعدات الاقتصادية والخدمات الاجتماعية، وتُسهِم الإدارة في تحديد مسار الرِّعاية الاجتماعية على المستوى المحلي في ضوء المستوى القومي أو في المؤسسات الأهلية في ضوء التنسيق مع المؤسسات الحكومية وفي العادة يكون تنفيذ المشروعات الخاصَّة بالرِّعاية تحت إشراف جهاز لتنظيم المجتمع وهذا الجهاز من ضمن مسؤولياته القيام ببعض المسؤوليات الإدارية أو الرَّقابة على المعونات التي تُمنَح للمؤسسات الأهليَّة، أو التنسيق والإشراف بين المؤسَّسات في تنفيذ المشروعات.
كما تتضمَّن مسؤولية الإدارة عمليات التعليم وبرامج التدريب في المؤسَّسات أو المدارس والجامعات في سبيل تنمية الكفاءات الوظيفية التي سوف تعمل في كافَّة مستويات ومواقع الرعاية الاجتماعيَّة.
خامسا: العمل الاجتماعي في الرعاية الاجتماعية
ويشتمل العمل الاجتماعي على الجهود المشتركة العامة التي يُقبِل عليها المواطنون لحلِّ المشكلات والقضايا المشتركة وللتأثير على جهود الرعاية الاجتماعية والتغير الاجتماعي، إنَّ القيادة والحماية والجهود التدعيميَّة تهدف إلى تحسين الظروف البيئية وذلك بهدف إعادة بناء وتوزيع القوَّة والموارد في المجتمع، أو في إحداث التغيُّر بالنسبة للمعايير الاجتماعيَّة والثقافيَّة وأسلوب الحياة والتي يمكن تدعيمها عن طريق السياسة الاجتماعية، وربما يتمُّ هذا تحت شعار العدالة الاجتماعية أو إعادة النَّظر في تشغيل الطُّفولة والأمن الصناعي والصحَّة العامَّة والإسكان ومستشفيات الصحَّة العقلية ورعاية الأحداث المنحرفين وقوانين الطَّلاق وكافَّة هذه الأعمال تحتاج إلى جهود العمل الاجتماعي.