محمد إدريس السنوسي ملك ليبيا

اقرأ في هذا المقال


يعتبر أول ملك لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا ودول الحلفاء في سنة 1951 حتى 1969، حيث يعتبر هو من آل السنوسي من سلالة محمد بن علي السنوسي، الذي أنشأ الأسلوب السنوسي وورث مكان جده.

لمحة عن محمد إدريس السنوسي

عندما كانت الحرب العالمية الأولى على وشك الانتهاء ولم تكن المعارك بين الليبيين والإيطاليين حاسمة لجأ الطرفان إلى طاولة المفاوضات، حيث أبرما هدنة في سنة 191 معلنين أنهما يريدان وقف القتال والامتناع عن الحرب، ولقد تضمنت هذه الهدنة عدة بنود منها توقف الإيطاليين عند النقاط التي كانوا يحتلونها وبقاء المحاكم الشرعية، وفتح مدارس عملية ومهنية في برقة، حيث ستعيد إيطاليا الزاوية السنوسية وأراضيها وتعفى من الضرائب.

في المقابل تعهد السنوسي بتسريح جنودهم ونزع سلاح القبائل، إلا أن شروط هذه الهدنة لم تجد من ينفذها فاستأنف الطرفان المفاوضات وأبرما اتفاقية جديدة عرفت باتفاقية الرجمة، حيث بموجبها قسمت برقة إلى قسمين: الشمال يخضع للسيادة الإيطالية والجنوب إدارة مستقلة وهي الإمارة السنوسية.

حياة محمد إدريس السنوسي

يحظى محمد إدريس بلقب أمير مع الحفاظ على حقه في التجول في برقة، ويشرف على إدارة المنطقة الإيطالية كلما شعر أن مصالح أهل البلاد تقتضي ذلك، حيث في الوقت نفسه تعهد الأمير بحل قواته العسكرية والاحتفاظ بألف جندي فقط لاستخدامهم في الإدارة وصيانة النظام.

يعتبر الملك إدريس نموذج فريد بين ملوك العرب له خاصيتان تميزه عن غيره من الحكام الأول أنه الحاكم الوحيد لدولة غنية بالنفط وكشفت الأيام أنه ليس لديه أموال أو حسابات مصرفية خارج ليبيا، حيث بالفعل أوضحت مصادر موثوقة بعد موته أن الحكومة التركية هي التي دفعت مصاريفه أثناء حدوث انقلاب سبتمبر.

أما الثاني أنه الحاكم العربي الوحيد الذي تجددت له البيعة من قبل قطاعات من شعبه كقائد تاريخي لنضال الشعب الليبي؛ من أجل الاستقلال وطالب بعودته كحاكم شرعي لليبيا بعد 11 سنة من سقوط عرشه؛ وذلك ضحية لموجة الانقلابات العسكرية التي اجتاحت العالم العربي منذ منتصف ال 40.

ظل ملكاً على ليبيا حتى انقلاب سبتمبر نفذه ضباط عسكريون بقيادة العقيد معمر القذافي الذي أطاح بحكمه، حيث استضافه الرئيس جمال عبد الناصر وعاش في ضيافة الدولة المصرية حتى موته في سنة 1983، ودفن في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة بعد أن نقلت جثته بطائرة عسكرية خصصتها الحكومة المصرية لذلك، حيث كان الملك قد حكمت عليه محكمة الشعب الليبي بالإعدام غيابياً سنة 1971.


شارك المقالة: