مدرسة الثقافة والشخصية

اقرأ في هذا المقال


مدرسة الثقافة والشخصية:

اتجهت الأنثروبولوجيا الأمريكية في مسعاها الدائم لتأويل الاختلافات الثقافية بين المجموعات البشرية، إذ كان ذلك بشكل تدريجي ومنذ السنوات الماضية نحو طرق جديدة، حيث كانت تلك الاختلافات على أساس اعتبار أن دراسة الثقافة كانت تنجز في وقتها، بطريقة متجردة.

كافة الصلات الموجودة بين الفرد وثقافته لم تؤخذ في الحسبان، ولقد عمل الكثير من علماء الأنثروبولوجيا بالحرص على اكتشاف عملية استباط الكائنات البشرية لكافة أمورها الثقافية والمعيشية.

إن الثقافة بالنسبة للمجتمعات البشرية، لا توجد بوصفها حقيقة في ذاتها، حتى وإن كان لكل ثقافة استقلال نسبي، والأهم من ذلك الأمر عملية تحضير الثقافة الخاصة بهم وكيفية التعامل بها، إضافة إلى توضيح السلوكات التي تثيرها هذه الثافة، ومن هذا الأمر يتمكن الفرد من كسب الثقافة وحدها، مما يضفي عليها خصوصيتها المستقلة مقارنة مع الثقافات الأخرى.

كان العالم إدوارد سايبرمن الأوائل العلماء اللذين اختصوا في مدرسة الثقافة المختصة بالشخصية، التي تستند على محاولات إعادة تركيب انتشار السمات الثقافية التي تفتقر للواقع المستجد.

نظرية مارس في مدرسة الثقافة والشخصية:

يشكل تيار نظرية مارس نفوذاً كبيراً على الأنثروبولوجيا الأمريكية، التابعة لمدرسة الثقافة والشخصية والذي احتوى المصطلح الثقافي فيها على بعض أساليب المغالاة، لأن التتوع كبير جداً ما بين توجهات الباحثين ومناهجهم، إذ أن البعض كان أكثر استشعاراً لأثر الثقافة في الفرد، والبعض الآخر لمعرفة ردود الفرد تجاه الثقافة.

اختصت مدرسة الثقافة والشخصية على أن الأفراد جميعهم مشتركون في التعلق بأخذ مكاسب علم الاجتماع وعلم النفس التحليلي في الحسبان، والتركيز على عدم تداخل الاختصاصات الثقافية ببعضها، لكن أشكالياتهم تقلب المنظور الفرويدي وليس المنظور الليبيدو، على العكس من ذلك تلك القرارات التي تفسر كافة الأمور بأصلها الثقافي.

إن السؤال الأساسي الذي يطرحه باحثو هذه المدرسة على أنفسهم هو سؤال الشخصية، ذلك يتم دون أن يشككوا في وحدتهم الإنسانية، سواء على المستوى البيولوجي أو على المستوى النفسي، حيث يتساءل هؤلاء المؤلفين عن آلية التغيير التي تنتهي بأفراد ذوي الطبيعة المتماثلة، إضافة إلى اكتساب أنماط من الشخصيات المختلفة، إضافة إلى فرضيتهم الأساسية التي تتعدد فيها الثقافات التي تعد من الأنماط الشخصية.


شارك المقالة: