مراحل القهر عند الإنسان في التخلف الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


هناك سلسلة من العقد تميز حياة الشخص المقهور، كما أن هذه العقد تجبر الشخص المقهور بدورها نحو الاتكالية النكوصية والقدرية الاستسلامية، وطغيان الخرافة على التفكير والنظرة إلى الوجود.

مراحل القهر عند الإنسان في التخلف الاجتماعي

1- عقدة النقص

تميز مشاعر الدونية بصورة عامة موقف الشخص المقهور من الوجود، فهو يعيش حالة استضعاف إزاء قوى الطبيعة وشرها، وإزاء قوة السلطة على متنوع صورها، مصيره معرض ﻷحداث وتغيرات يهيمن عليها طابع الاعتباط أحياناً، يعيش الشخص المقهور في حالة تهديد بصورة دائمة ﻷمنه وسلامته وقوته وأبنائه، يفتقر إلى ذلك الشعور بالقوة والسيطرة والقدرة على المقاومة الذي يمد الحياة بنوع من العنفوان ويدفع إلى الاحترام والمقاومة.

الشخص المقهور عاجز عن المقاومة، حيث تبدو له المسألة وكأن هناك استمرار انعدام في التوازن والعدل بين جبروته وجبروت الظواهر التي يتصرف معها، وبالتالي فهو أغلبية الأوقات يجد ذاته في وضعية المغلوب على أمره، يفتقر الطابع الاقتحامي في الأداء، سرعان ما يكتنف عن المقاومة مطيعاً أو خاضعاً، إما هدفاً للسلامة وخوفاً من سوء الخاتمة، أو يأساً من إمكانية الظفر والمواجهة، وبذلك يفقد موقفه العام من الحياة، ويقع في طريقة التوقع والانتظار، والتلقي البارد لما قد يحدث.

2- عقدة العار

عقدة العار هي التتمة الواقعية بعقدة النقص، وإن الشخص المضطهد يخجل من نفسه، فيعيش وضعه كعار وجودي يستعصي تحمله، إنه في حالة حماية دائمة ضد هوان أمره، من عجزه وبؤسه، لذلك فالسترة هي أحد هواجسه الرئيسية، إنه الفرد المعرض ويخشى أن يبيّن بصورة متواصلة، كما أنه يخاف ألا يثبت على الوقوف.

فإنه يتمسك بشدة بالمظاهر التي تكوّن له حماية وصون لافتقاره الداخلي، إن هاجس الهوان يخيم عليه هوان الافتقار أو الشرف أو الفقر أو المرض، حيث تكون حساسيته زائدة جداً لكل ما يهدد المظهر الخارجي الذي يحاول أن يقدم ذاته من خلاله للآخرين.

3- اضطراب الديمومة

وجود الشخص الذي ينغمس في الحياة من زمان ومكان، فلا بدّ للأداء كيفما يتكيف ويبلغ درجة الخلق، من الانسجام مع جدلية الزمان والمكان هذه، وملاءمتها بدورها للمشروع الوجودي، والتقدم من حيث هو سيطرة على المصير إزاء قانون الطبيعة وقانون السلطة، يتخلص في مدى السيطرة على قوى الزمان والمكان، وبالتالي فالتخلف يبدو من هذه الزاوية كعجز متباين المرتبة عن هذه السيطرة.


شارك المقالة: