مشكلة التسلط الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن يتم فهم مشكلة التسلط ليس فقط على أنه سلوك مكتسب، ولكن كمشكلة اجتماعية، ولا يقتصر الأمر على المدارس والعلاقات الاجتماعية بين الأطفال، إذ يمكن العثور على التسلط بأشكال عديدة في مجموعة متنوعة من العلاقات بين البالغين أيضًا.

ما هي مشكلة التسلط الاجتماعية

ما يسميه علماء الاجتماع التسلط هو شكل من أشكال العدوان، يقع في سلسلة متصلة مع مجموعة واسعة من أشكال الإساءة والاعتداء الأخرى ضد الأشخاص، مثل الإساءة الجسدية والجنسية واللفظية والعاطفية التي يرتكبها أشخاص آخرون أو من قبل أشخاص بالغين معروفين أو من قبل الغرباء، وبشكل أساسي تشكل جميع أشكال العدوان إساءة استخدام لاختلال توازن القوى واستخدامًا سلبيًا للسلطة من أجل السيطرة على إنسان آخر وإخضاعه والسيطرة عليه وإذلاله.

ويتم إيجاد مشكلة التسلط على جميع المستويات وفي جميع المجالات الخاصة والعامة في المجتمع، حيث يمكن أن يحدث التسلط في العائلات وفي العلاقات الحميمة غالبًا وإن لم يكن حصريًا من خلال العنف ضد النساء والأطفال، ويمكن رؤية التسلط في أماكن العمل وفي المؤسسات وفي الرياضة وفي السياسة وفي وسائل الإعلام، على الرغم من إنه قد يحمل اسمًا مختلفًا عند مشاركة البالغين.

مشكلة التسلط الاجتماعية والتمييز وحقوق الإنسان

عندما يتعرض شخص ما للتسلط أو الاعتداء أو التحرش أو الاستبعاد بأي شكل من الأشكال وفي أي سياق سواء كان ذلك في الأسرة أو المدرسة أو مكان العمل أو المجتمع فقد تم إلغاء حقوق الإنسان الأساسية الخاصة به، وينقل علماء الاجتماع من خلال دراستهم لمشكلة التسلط الاجتماعية حق الإنسان في أن يكون آمن وقوي وحر، ويلخصون رؤية شاملة لما يعنيه العيش في مأمن من جميع أشكال الإساءة والاعتداء والتمييز في عالم تصبح فيه العدالة والاندماج واحترام جميع الاختلافات حقيقة واقعة.

وأولئك الذين يتسلطون على الآخرين يعتزمون إيذاء من يستهدفونهم، ويستمدون المتعة من إيذاء الآخرين، وعندما تتجذر كراهية الآخرين على أساس اختلافهم، فإن الشخص الذي ينوي التسلط يمكنه وسيستخدم أي ضعف متصور لإيذاء الشخص الذي يستهدفه، وقد يشمل هذا ولكن ليس دائمًا الاختلافات القائمة على عدم المساواة الاجتماعية.

ويرتبط أي شكل من أشكال العدوان الذي يستهدف فئات اجتماعية معينة بالمواقف والأفكار والممارسات المنسوجة في خيط المجتمع وثقافته المهيمنة، وهي تشوه سمعة بعض المجموعات المستهدفة أو تقلل من شأنها أو تتغاضى عنها وعن احتياجات وتجارب أعضائها، وفي جميع الحالات يفقد الشخص الذي يتم استهدافه بالتسلط أو المضايقة حقه في أن يكون آمنًا وقويًا وحرًا، وهذا يشمل فقدان حقوق الإنسان الأساسية، كما في حالة الشخص المستهدف بسبب هويته وارتباطه بفئة اجتماعية معينة.


شارك المقالة: