مصادر التغير الاجتماعي الحديث

يركز علماء الاجتماع المحدثين والمعاصرين على عوامل وعلى مجموعة من العوامل الجديدة التي تسبب حدوث التغير الاجتماعي.

التطور التكنولوجي وأثره على التغير الاجتماعي:

كان لاكتشاف القوة البخارية وتطبيقاتها إثارة في اختراعات كثيرة، أدت إلى ثورة صناعية وتجارية وقد ظلت هذه الثورة مرتبطة في استمراريتها بما تفرضه من تطور تكنولوجي وما يترتب على هذه من تغيرات اجتماعية وقد حدثت معظم هذه التغيرات الاجتماعية في القرن العشرين.
كان الانفجار السكاني قد بدأ قبل بداية القرن العشرين وكان معظم العمل الإنتاجي يعتمد على القوة الحيوانية والإنسان وقد انعكس هذا الوضع تدريجياً مع التطور التكنولوجي والاجتماعي لدرجة تشكل فيه الآلة 90% من عمليات الإنتاج.
تزايدت قدرة الإنتاج فالتكنولوجيا الزراعية سواء من حيث تطوير الآلات وتحسين المحاصيل من خلال المبيدات الحشرية التي ضاعفت من الإنتاج الزراعي، كما أدى تطور التكنولوجيا إلى التقليل من نسبة العاملين في الزراعة والتقليل من ساعات العمل كما أدت إلى ظهور أدوار ووظائف جديدة
كما أن التطور التكنولوجي له آثار في زيادة البطالة وجعل الكثير من الأعمال الروتينية أعمال جزئية غير مجدية على المستوى الشخصي، كما زادت التطورات في مجال المعرفة والتكنولوجيا إلى زيادة ثقة الإنسان بنفسه وبقدراته.

التحضر والتصنيع وأثره على التغير الاجتماعي:

من خلال تطور الصناعة قامت المؤسسات الصناعية والتي أصبحت مركز العمالة وجذبها وتجمعها، فزادت الهجرة من المجتمعات الريفية إلى المدن الحضرية، ونمت الكثير حول تلك المراكز الصناعية وساعدت في وجود الهجرة من الريف إلى المدينة وساعدت على نمو المدن الإدارية ومؤسسات حكومية ومؤسسات تجارية ومؤسسات خدماتية وترويحية.
وقد أدت عملية التحضر والتصنيع إلى قيام مجتمعات عالمية وذلك من خلال ظروف التفاعل المستمر إلى قيام مجتمعات وتنظيمات عالمية وأسهمت في تحقيق مكاسب للعمال وأدت إلى تملك العمال القوة.
كان من نتائج الهجرة إلى المدينة وتضخم المراكز الحضرية ووجود مجتمع حضري مختلف يجمع جماعات مختلفة في الأوضاع والعِرق والدين، وفي أساليب الحياة ويرى ريشارد ديوي أن الكثافة السكانية وتباين التركيب السكاني الحضري أدى إلى:
1- ضياع الوضع الشخصي والهوية الشخصية فقد أصبح الإنسان مجرد رقم يعرف من خلال دور.
2- درجة عالية من تقسيم العمل.
3- تباين اجتماعي وثقافي.
4- سيادة العلاقات غير الشخصية.
5- مؤشرات المكانة المستقلة عن المعارف الشخصية.

تطور ونمو المؤسسات الرسمية وأثرها على التغير الاجتماعي:

تشكل المؤسسة الرسمية تنظيم مخطط من أجل تحقيق الأهداف المحددة، وذلك باستخدام الوسائل العقلانية منها تقسيم العمل وهرمية السلطة وقواعد مقننة للسلوك والعلاقات والمسؤوليات والحقوق تمكّن من تنسيق النشاطات المختصة لعدد كبير من الناس كما هو في الشركة والبنك والمصنع.
يزداد عدد العاملين في الإطار التنظيمي، وأصبحت العلاقة بين العاملين والمؤسسة علاقة تعاقدية، بحيث يعتبر أي خروج عن هذا الإطار تهديد للمؤسسة ينتج عن مثل هذا الوضع شعور الإنسان بالضعف وسيطرة هذه المؤسسات على حياته.
على الرغم من سيطرة العلاقات الأولية على حياة الإنسان سواء في الأسرة أو جماعات العمل أو في الجماعات الترويجية ألا أنه أصبح للمؤسسات الأثر الأكبر على حياة الأفراد.
ساهم نمو المؤسسات الرسمية في إيراز العلاقات غير الشخصية وإضعاف دور البناءات التقليدية، ولكن في الوقت نفسه نمت العقلانية وتنظيم الجهود الإنتاجية مما زاد من فاعلية العملية الإنتاجية وأن هذا النمط التنظيمي قد ساعد في تطور مؤسسات المجتمع المدني.
أن عوامل التغير الاجتماعي ومثيراته من الممكن أن تكون نتيجة تفاعل عوامل داخلية ومن الممكن أن تكون نتيجة عوامل خارجية، وتزداد أهمية العوامل الخارجية بازدياد الترابط والتداخل بين الجماعات والمجتمعات وكل هذا يحدث تغيرات اجتماعية وثقافية.
كما يصبح للتغيرات الثقافية أهمية بشكل خاص عندما تلعب الثقافة دور مهم في طريقة الاستجابة للمؤثرات فمن الممكن أن تهيئ الظروف المناسبة لتفتح المجال أمام القدرات الإنسانية الخلاقة، ومن الممكن أن تقوم بدور معاكس وعلى الرغم من أهمية التكنولوجية والايكولوجية والديمغرافية في حدوث التغير الاجتماعي إلا أنه يوجد عوامل أخرى مثل نظم الحكم والتنظيمات السياسية.
كما يصبح للتغيرات الثقافية أهمية بشكل خاص عندما تلعب الثقافة دور مهم في طريقة الاستجابة للمؤثرات فمن الممكن أن تهيئ الظروف المناسبة لتفتح المجال أمام القدرات الإنسانية الخلاقة، ومن الممكن أن تقوم بدور معاكس وعلى الرغم من أهمية التكنولوجية والايكولوجية والديمغرافية في حدوث التغير الاجتماعي إلا أنه يوجد عوامل أخرى مثل نظم الحكم والتنظيمات السياسية.