اقرأ في هذا المقال
- مصطلح القانون في الأنثروبولوجيا
- دراسة ارتباط العنف والحرب في الأنثروبولوجيا الحضرية
- دراسة الصحة والطب في الأنثروبولوجيا
- دراسة الجانب التقني للغة واللغويات الاجتماعية في الأنثروبولوجيا
مصطلح القانون في الأنثروبولوجيا:
في الستينيات شملت الأبحاث الأنثروبولوجية حول مصطلح القانون في الأنثروبولوجيا الإثنوغرافيا الخاصة بشعوب مثل (Barotse وTiv وArusha) في إفريقيا، و(Cheyenne) في الولايات المتحدة، و(Trobrianders) في ميلانيزيا، و(Ifugao) في الفلبين، وكان الجيل الأول من علماء الأنثروبولوجيا أمثال برونيسلاف مالينوفسكي وماكس جلوكمان وبول بوهانان وفيليب جاليفر وكارل لويلين، كونوا وجهة نظر عالمية محلية.
وقاموا بفحص وظائف القانون ووجوده أو غيابه وعمليات التفاوض والوساطة والحكم أو الانتقام، وأراد الجيل الذي تلا ذلك زيادة عدد الإثنوغرافيات الجيدة والإثنوغرافيا المحلية مثل تلك الموجودة في (Zapotec of Oaxaca) أو (Zinacantan of Chiapas) في المكسيك، ومناطق جديدة من إفريقيا إلى غينيا الجديدة وهاواي، وتم فحص التباين داخل هذه الأماكن، ولكن عند تدريس أنثروبولوجيا القانون في السنوات الأولى كان اللب المركزي هو الإثنوغرافيا في المكان.
ومع ذلك مع حصول الشعوب التي استعمرتها القوى الأوروبية على الاستقلال كان العدد من الدول الجديدة في جميع أنحاء العالم ازدادت بسرعة، وكانت تلك الدول تدمج السكان الأصليين فيها بقانون الولاية، وتحول الاهتمام إلى العولمة، ونشر الأيديولوجيات القانونية مثل سيادة القانون في الدول الجديدة والقانون والتحديث، وتغير البحث والتدريس بواسطة الجزء الأخير في القرن العشرين وخاصة بعد نهاية الحرب الباردة.
حيث كان الطلاب حريصون على التعرف على الدول الجديدة والإمبريالية القانونية والقانون العسكري والحقوق القانونية، كما كانت الحرب في أذهانهم من حيث الإجراءات القانونية العادلة والإنصاف وفرض القوانين، وهكذا فإن تدريس مصطلح القانون في الأنثروبولوجيا في عام 2016 يحمل القليل من التشابه مع مثل هذه التعاليم في ستينيات القرن الماضي.
على الرغم من أن الأفلام الوثائقية مثل (Little Injustices) عام 1981 و(Losing Knowledge) عام 2012، تمنح الطلاب إحساسًا بمدى التغيير مع فقدان السيادة المحلية، فالقراءات المعينة لها أيضاً تغيرت، ومن بين العناصر المفضلة هي العادات والقانون والعنف، وعالم الأنثروبولوجيا الذي حاول تحليل المصادر الخيالية للحروب هو (Joseba Zulaika) عالم الأنثروبولوجيا السياسية، ومؤلف للعديد من الكتب عن القانون والعنف.
وفي حجته حول مكافحة العنف، يشير إلى أحد مكونات القرون الوسطى لسياسة الحروب، ويستدعي الخوف من السحر السائد تاريخياً لفهم السلوك الحالي لمكافحة العنف، ونوع ما قبل الحداثة من التفكير ينفي الأدلة المخالفة ويرى الجميع إما أسود أو أبيض سواء أكانوا جيدين أم شريرين، كما يساعد على فهم الإيمان بالقوة الغامضة لبعض الأفراد لإيذاء الآخرين، وأخيرًا أشار إلى أن ما كان طبيعيًا ولا جدال فيه في العصور الوسطى قد أفسح المجال للشك.
وأينما درس علماء الأنثروبولوجيا السحر وصيد السحرة يكون الخوف موجودًا كالخوف من المرض والخوف من العنف، ففي إفريقيا المعاصرة وفقًا لإليزابيث كولسون كان هناك اتهامات بالسحر وقد زاد عدد الوفيات بسبب فيروس نقص المناعة المكتسبة الذي لا يمكن تفسيره على ما يبدو، وفي شرح الخوف من السحر جادل البعض بأن ربط هذه النقاط قد يكون تحديًا جديدًا لعلماء الأنثروبولوجيا العاملين في هذا المجال.
ومطاردة الساحرات تتطلب الإعدادات الأكثر تعقيدًا وسياقات أوسع من تلك الخاصة بالمجتمعات الأمية التي يكون فيها السحر قد تؤخذ كأمر مسلم به، أما في المجتمعات المعقدة فإن المعتقدات القائمة على اللاعقلانية أو التي لا يُقبل فيها التفكير غير المنطقي هي جزء من كونها حديثة.
دراسة ارتباط العنف والحرب في الأنثروبولوجيا الحضرية:
يرى علماء الأنثروبولوجيا الحضرية إنه قد يكون الاهتمام بالعنف والحرب مرتبطًا بالاهتمام المتزايد بالمناطق الحضرية، حيث تزايدت نسبة سكان العالم الذين يعيشون في مناطق حضرية خلال ال200 عام الماضية مع بداية الثورة الصناعية، ففي عام 1800 كان حوالي 3 في المائة فقط من جميع البشر عاشوا في المدن، وبحلول عام 1900 عاش 13 في المائة في المناطق الحضرية، وبعد 80 عامًا فقط، ارتفعت النسبة إلى 40 بالمائة، واليوم يبلغ أكثر من 50 بالمائة.
والنسب المئوية لسكان الحضر هي الأعلى في المجتمعات المتقدمة للغاية، ويشير أحد المصادر إلى إنه في عام 1900 كان في العالم 16 مدينة فقط وأكثر من مليون نسمة، بينما بحلول عام 2015، ارتفع العدد إلى أكثر من 300 مدينة وما زالت في ازدياد، حيث يتم بناء مدن جديدة كما هو الحال في برازيليا، وبالتالي فليس من المستغرب أن يكون هناك نمو مماثل في الأنثروبولوجيا الحضرية.
واكتشاف مذهل في علم الآثار الحضري هو مدينة كاهوكيا من 83 هكتارًا عند التقاء أنهار ميسوري وميسيسيبي وإلينوي، وهي مدينة احتلت يومًا ما حوالي 20 ألف شخص، في القرنين الحادي عشر والثاني عشر أكبر من لندن وباريس، والأنثروبولوجيا الحضرية لها أبعاد نظرية وتطبيقية وتتراوح الموضوعات من الهجرة والفقر والطبقة والعرق والمخدرات والعنف الحضري وتحقق في المجتمعات في كندا والولايات المتحدة ودول أفريقيا والبرازيل وأماكن أخرى.
وكذلك موضوعات مثل العمل المقارن وإثنوغرافيا عميقة توثق جلب العادات الريفية إلى المدن والسمات الحضرية إلى المناطق الريفية، على سبيل المثال توضح كيف يعيش الناس في مناطق حضرية وريفية وعملية تقسيم الأراضي القاحلة للتوسع الصناعي الحضري، وتحولات مرتبطة للأسواق العالمية، وتبحث الأنثروبولوجيا الحضرية كيف تؤثر الأعراف المختلفة على مسائل القانون، مثل الأفراد الذين يرتكبون الجرائم عند البحث عن الاحترام.
إذ تتصدر العصابات وعنف العصابات عناوين الصحف وتلهم علماء الأنثروبولوجيا الحضرية التطبيقيين، كما تهتم الأنثروبولوجيا الحضرية بدراسة مصالح جديدة في تجارة المخدرات والجنس والضغط الواسع النطاق الناجم عن الديون وعدم المساواة.
دراسة الصحة والطب في الأنثروبولوجيا:
إن جميع السلوكيات والمؤسسات والأفكار المتعلقة بالسكان البشريين هي موضع اهتمام، على سبيل المثال تبني جميع المجتمعات معتقدات حول أسباب الأمراض وأنظمة الحفاظ على الصحة، ويشمل التخصص الفرعي للأنثروبولوجيا الطبية علماء الأنثروبولوجيا من جميع المجالات الفرعية، حيث كثير من مناطق الاستعمار العالمي والحرب والأمراض والتغيرات في النظام الغذائي تساهم في مشاكل صحية.
فقد كانت مجتمعات الصيد والتجميع معزولة نسبيًا عن المجموعات الأخرى ولم تعاني من أوبئة الأمراض المعدية التي أصابت المجتمعات الزراعية والحضرية، خاصة في هذا العصر على نطاق واسع، إذ تم ربط انتشار الملاريا على سبيل المثال بالنمو السكاني والتغييرات المرتبطة بإنتاج الغذاء، كما انتشرت السمنة ومرض السكري مع التنمية الاقتصادية والعولمة، وأمراض مثل عدوى فيروس نقص المناعة البشرية تظهر في أفريقيا أكثر من الأجزاء الأخرى من العالم.
وتدخل العوامل الثقافية حيث ينتشر فيروس نقص المناعة البشرية في كثير من الأحيان بين الرجال المختونين منه أولئك الذين ليسوا كذلك، ثم هناك أمراض نفسية مثل السوستو وهو مرض يسببه القلق أو الخوف أو الضغط الواسع النطاق الناجم عن الديون وعدم المساواة والتفسيرات الكامنة وراء السلوك البشري على أساس الافتراضات غير المعلنة.
دراسة الجانب التقني للغة واللغويات الاجتماعية في الأنثروبولوجيا:
ما هي الانثروبولوجيا؟ يمكن الإجابة على السؤال بعدة طرق اعتمادًا على المؤلف الخاص للأنثروبولوجيا، فقد يبدأ عالم الأنثروبولوجيا اللغوية بالإشارة إلى إدوارد سابير الذي أصبح عمله في اللغة جيدًا اليوم كما كان عندما كتبه، فعمل إدوارد سابير امتد إلى موضوعات لغات الهنود الحمر وارتباطاتهم وتوزيعاتهم حسب الاقتضاء إلى الأنثروبولوجيا، والطبيعة المتعددة للتخصصات لدراسة اللغة من الأزمنة الأولى إلى الاستخدام المعاصر للكلام.
وتشمل دراسات اللغة والثقافة في الانثروبولوجيا كلاً من الجانب التقني للغة واللغويات الاجتماعية ودراسة اللغة في سياقها، كما لعب تأسيس المعهد الصيفي لعلم اللغة في الثلاثينيات دورًا مهمًا في تثقيف علماء الأنثروبولوجيا من جميع الأطياف في تقنيات الدراسة اللغوية سواء كانوا متخصصين أم لا، ومثل هذا التعليم الواسع سوف يشمل الفلكلوريون الذين تعتبر اللغة مفتاحهم إلى الأبد.
فقد أظهرت دراسة الجانب التقني للغة واللغويات الاجتماعية في الأنثروبولوجيا آلان النقطة المهمة ولكن المتنازع عليها وهي أن الفولكلور لا ينتقل بالضرورة ويعبر عنه شفهيًا، لا سيما التراث الشعبي في العصر الإلكتروني، كما أن جميع الاختلافات والخلافات بين علماء الأنثروبولوجيا تشارك الموقف الأنثروبولوجي الذي يقدر كلاً من الانفصال والمشاركة كوسائل لإعادة التفكير في الافتراضات الحالية للغة.