اقرأ في هذا المقال
- مظاهر الاختراق الثقافي
- المظهر الأول والثاني من الاختراق الثقافي
- المظهر الثالث والرابع من مظاهر الاختراق الثقافي
مظاهر الاختراق الثقافي:
يمكن إيجاد مظاهر متنوعة لعملية للاختراق الثقافي ضمن مجموعة من التصورات الثقافية المتنوعة، ويمكن أن تشكل ضرراً قوياً لكافة أفراد المجتمع بصورة عامة، وهي تسهم في فرض مجموعة من دعائم الثقافة المجتمعية، وإضعاف الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والحضارية للمجتمع.
المظهر الأول والثاني من الاختراق الثقافي:
يتجلى المظهر الأول لعملية لاختراق الثقافي في صورة غياب الفكرة الثقافية الرئيسية عن كافة أبناء المجتمع، على أنهم أعضاء ضمن بنية التنظيم، وعلى أنهم متساوون في قيمتهم الإنسانية، حيث تنتشر فكرة تعالي بعضهم على بعضهم الآخر، و كأن الأمة ملك لجزء منهم دون غيره، و كأن الآخر لا يرقى إلى مستوى الاحترام.
يطالب كل فرد من أفراد المجتمع بحقوقه، ويجد أن المجتمع معني بتوفير مجموعة من الحقوق الثقافية، أما الواجبات الثقافية فغالباً ما يكون الإحساس بها ضعيفاً، وفي هذا السياق قد يلاحظ أن مدير العمل يستأثر لنفسه بحقوق الاستهلاك الفاخر في الوقت الذي لا يجد موظفيه جديرين إلا بالأجور التي يحصلون عليها، و يكفيهم الاستمرار في حياتهم.
ذلك يتجلى في المظهر الثاني لدى الشرائح الاجتماعية المختلفة، فمعايير التفاضل والتفاخر بين الأفراد لم تعد فيما يقدمونه لغيرهم من خدمات، وما يؤدونه من واجبات إنما بمقدار ما يحققونه من متع ومستلزمات تشبع شهواتهم وتبعدهم عن إنسانيتهم، كذلك إن عملية التلذذ بالاستهلاك الثقافي والتمتع به يصبح معياراً من معايير التفاضل الاجتماعي، وهو من أخطر مظاهر الاختراق التي تهدد بنية الثقافة.
المظهر الثالث والرابع من مظاهر الاختراق الثقافي:
كذلك يحتوي المظهر الثالث على مجموعة من مظاهر الاختراق الثقافي ضمن مجموعة أساليب السلوك الاجتماعي التي تبدو فيها أساليب الاستئثار، فالمواقع الإدارية المتنوعة تفتح للشعوب إمكانية التحكم بمجموعة من الموارد بهدف توظيفها لقضايا التنمية والتطوير وتلبية حاجات الناس، غير أن الاختراق الثقافي وتحطيم بنية الثقافة في شخصية الفرد، وضعف المعايير الضابطة لسلوكه، وهيمنة ثقافة التعالي على الآخر في شخصيته.
يتجلى المظهر الرابع في انشغال الأفراد بأمورهم الذاتية وغياب اهتمامهم بالقضايا العامة، ذلك أن انتشار ثقافة التعالي على الآخر وثقافة الاستهلاك الترفي الفاخر، يجعل المخاطر التي تهدد أمن الدولة وأمن المجتمع غائبة تماماً عن الحس التي يتمتع به الناس، فانشغالهم بالاستهلاك والتعالي على غيرهم من أبناء المجتمع يبعدهم عن القضايا العامة، ويبعد إحساسهم عن الأخطار التي تهدد حياتهم، فتصبح أعباء التنمية و التطوير.