معركة أكروينون:
وقعت معركة أكروينون في أكروينون أو أكروينوس (بالقرب من أفيون الحديثة) في منطقة فريجيا وهي تقع على الحافة الغربية لهضبة الأناضول، في عام (740) بين الدولة الأموية والدولة البيزنطية والتي كانت من أقوى وأغنى الإمبراطوريات المعادية للمسلمين، ويُذكر أنّ العرب قاموا بعدة حملات من قبل ضد البيزنطيين، وتألف الجيش الأموي من ثلاث فرق.
أحداث معركة أكرونيون:
واجه البيزنطيون فرقة الجيش الأموي بقيادة عبد الله البطال والبيزنطيون بقيادة الإمبراطور ليو الثالث الإيساوري (حكم 717-741) وابنه قسطنطين الخامس. وانتهت المعركة بانتصار البيزنطيين على الأمويين، وكان الأمويين آنذاك يعانون من العديد من المشاكل على الخلافة، مما أسفر هذا النصر عن وقف التقدم الأموي في الأناضول لمدة ثلاثة عقود.
أثناء حكم الخليفة هشام بن عبد الملك (الذي حكم من 723 إلى 743)، ازدادت الحملات العربية الأموية على نطاق واسع بقيادة أقوى القادة العسكريين الأمويين، وكان يشاركهم الأمراء الأمويين، مثل مسلمة بن عبد الملك أو أبناء هشام معاوية ومسلمة وسليمان. إلاّ أنّهم لم يحققوا انتصارات بسبب حروبهم مع الخزر في القوقاز، إلاّ أنهم استمروا بفتوحاتهم وحملاتهم، في عام 737 انتصر الأمويين على الخزر وعندئذ كثفوا جهودهم وحملاتهم ضد البيزنطيين. واستطاع مسلمة بن هشام الانتصار بعدة حملات، وسيطر على بلدة أنسيرا، جمع هشام أكبر حملة استكشافية في عهده، ووضعها تحت ابنه سليمان.
وفقًا لتاريخ تيوفان المعرف وهو أسقف بيزنطي (Theophanes the Confessor)، بلغ عدد الجيش الأموي (90.000) مقاتل، قاد الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان قوة عسكرية قوامها (10000) مقاتل مزود بأسلحة خفيفة لمهاجمة السواحل الغربية، وبعدها قاد عبد الله البطل والملك بن صعيب (20000) مقاتل واتجهوا نحو أكروينون، كانت القوة الرئيسية تتكون من (60.000)
في عهد سليمان بن هشام داهم كابادوكيا وهو إقليم في آسيا الصغرى، واجه الإمبراطور ليو القوة الثانية في أكروينون، لم تذكر في المصادر التاريخية تفاصيل عن المعركة، إلاّ أنّ الإمبراطورية البيزنطية انتصرت على الإمبراطورية الأموية، وانهزم القادة الأمويين وجيوشهم، انسحب ما تبقى من القوات الأموية بطريقة منتظمة إلى سينادا، حيث انضموا إلى سليمان. قامت الفرقتان بمهاجمة الريف، لكنها لم تستطع الاستيلاء على أي بلدة أو حصون، عانى الجيش الأموي من الجوع ونقص الإمدادات قبل أنّ يعود ادراجه إلى سوريا، وتم أسر حوالي (20) ألف أسير منهم.
نتائج معركة أكروينون:
كانت معركة أكروينون أول انتصار ساحق حققته الدولة البيزنطية د العرب، وكان بداية لهجماتهم على العرب، فقد هاجموا القاعدة العربية الرئيسية لميليتين في عام (741)، وكانت هذه المعركة نقطة تحول في الحروب البيزنطية العربية، فقد خفت الحملات العربية ضد البيزنطيين، بسبب الاضطرابات والخلافات الداخلية وكثرة الإنفاقات العسكرية التي أرهقت اقتصاد الدولة، والثورة العباسية وتم إطلاق العديد من الحملات الاستكشافية على سوريا من أجل بسط سيطرتهم عليها، وهذا ما حدث فقد استمر النفوذ البيزنطي لفترة طويلة.