وقعت معركة إبو جيما في شهر شباط من عام 1945 ميلادي واستمرت لمدة شهر وقد بدأت أحداث الحرب عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإنزال قوات المشاة البحرية إلى جزيرة إيو جيما وتم سلبها من الجيش الإمبراطوري الياباني وذلك خلال قيام الحرب العالمية الثانية، وقد كانت الجزيرة واقعة بمنتصف الصراعات القائمة بين الجيش الأمريكي والجيش الياباني خلال قيام حرب المحيط الهادئ.
معركة إيو جيما
بعد سيطرة الجيش الأمريكي على جُزر مارشال وقيامه بشن هجمات جوية قوية جزيرة آتول وتدمير القواعد العسكرية اليابانية في جُزر كارولين قام القادة العسكريين اليابانيين بإعادة تنظيم قواتهم العسكرية وإعادة وضع الخطط العسكرية من أجل إعادة السيطرة على الوضع.
أوضحت الدلائل بأنّ هناك حملة عسكرية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية على كارولين وجُزر ماريانا، الأمر الذي دفع البحرية الإمبراطورية اليابانية والجيش الإمبراطوري الياباني بالعمل على وضع خط دفاعي داخلي نحو المناطق الشمالية من جُزر كارلين وامتدت تلك الخطوط حتى جُزر ماريانا ومن ثم تحركوا نحو الفلبين من أجل صد الهجمات.
بدأ الجيش الياباني الواحد والثلاثون في عام 1944 ميلادي بالتجهيز من أجل تحصين الخط الداخلي، وقد كان الجيش الإمبراطوري الياباني يتكون من عدد من الجيوش، أما الجيش الأمريكي فقد كان يتكون من عدد من القوات العسكرية البريطانية والأمريكية والكندية وكان قد قاتل من قبل في حرب المحيط الهادئ وفي حرب أوكيناوا.
قامت القوات العسكرية البحرية والبرية اليابانية بحماية منطقة تشي تشي جيما وذلك بعد الغزو الأمريكي لجُزر ماريانا، وبدأت المناطق البرية في جزيرة إيو جيما تتعرض للكثير من الهجمات من قِبل القوات الأمريكية، الأمر الذي دفع القوات اليابانية بأنّ تجهز نفسها من أجل التصدي للهجوم الأمريكي.
بدأت اليابان بإرسال القوات العسكرية البحرية والجيش الياباني إلى إيو جيما وذلك بعد سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على القواعد العسكرية في جُزر مارشال وذلك في عام 1944 ميلادي خلال قيام حرب كواجالين، كانت اليابان متخوفة من خسارة جزيرة إيو جيما وخاصة بعد خسارتها جُزر ماريانا وأنّ تلك الخسارة لليابان في الحرب وإلحاق الخوف لدى الشعب الياباني.
كانت هناك عدة عوامل أثرت على الخطط اليابانية أثناء عملية دفاعها عن الجُزر البركانية ومنها خسارة البحرية اليابانية جميع قواتها العسكرية وعدم قدرتها التصدي لعملية الإنزال البحرية الأمريكية، خسارة اليابان الكثير من طائراتها الحربية وعدم قدرتها الصمود أمام الطائرات العسكرية الأمريكية.
لم تكن بقدرة الطائرات العسكرية اليابانية الهجوم على الطائرات الأمريكية والإقلاع نحو جزيرة إيو جيما، كانت اليابان تجهيز طائراتها للدفاع عن تايوان وعن باقي الجُزر اليابانية، بالإضافة إلى عدم وجود الخبرة الكافية لدى القوات العسكرية اليابانية ومجاراة القوات العسكرية الأمريكية، كما أنّه مات الكثير من القوات العسكرية اليابانية في معركة بحر الفلبين وجُزر سليمان في المعارك التي قامت في عام 1944 ميلادي.
كانت القوات العسكرية اليابانية تعلم بعدم قدرتها الصمود أمام القوات الأمريكية ولو قامت بوضع خطط جديدة، مع نهاية معركة ليتي في الفلبين توقفت دول الحلفاء عن عملياتهم الهجومية لمدة شهرين، وبدأت أهمية جزيرة إيو جيما بالتزايد قبل بداية غزو أوكيناوا، حيث كانت تعد القاعدة الجوية للمقاتلات الحربية.
كانت الاستخبارات الأمريكية تعلم بأنّ سقوط إيو جيما، وعلى الرغم من ذلك فشلت القوات الأمريكية في التصدي للهجوم الياباني وخاصة أنّ العمليات العسكرية كانت معقدة، وقامت البحرية اليابانية بإلحاق خسائر كبيرة بالبحرية الأمريكية، كانت القوات اليابانية تأمل بالقضاء على الولايات المتحدة الأمريكية وعلى أستراليا وبريطانيا والتي كانت تشكل حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية وكانت عملية التخطيط سارية من أجل غزو اليابان وخوض عملية السقوط.
بدأت القوات الأمريكية بوضع خطة للهجوم على القوات اليابانية وفي شهر أبريل من عام 1944 ميلادي تمت عملية رمي القذائف على الطائرات اليابانية واستمرت عملية القذف لفترة طويلة وقد أدى ذلك إلى تدمير معظم الطائرات اليابانية وقتل عدد كبير من القوات اليابانية، كانت القوات الأمريكية تقوم بعملية القصف قبل عملية الإنزال المائي على عكس القوات اليابانية والتي بدأت في عملية الإنزال البرمائي.
تمكنت القوات العسكرية الأمريكية من تحقيق النصر في المعركة والسيطرة على الجزيرة وعلى الرغم من النصر، إلا أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت إلى خسائر كبيرة في تلك الحرب، إلا أنّ الحكومة الأمريكية كانت ترى أنّ جزيرة إيو جيما ذات أهمية عسكرية كبيرة لها في المنطقة.