معركة وادي الخزندار

اقرأ في هذا المقال


معركة وادي الخزندار: هي معركة وقعت أحداثها في سوريا في الأراضي الشرقية الشمالية من مدينة حمص، وقعت الحرب بين المغول الإلخانات المغول والمماليك في عام 1299 ميلادي ونتج عنها انتصار المغول.

معركة وادي الخزندار

في عام 1227 ميلادي توفي الإمبراطور المغولي جنكيز خان وفام أبناؤه بتقسيم الإمبراطورية إلى أربعة أقسام، وكانت الدولة المملوكية في ذلك الوقت تريد السيطرة على الجزء الغربي من الإمبراطورية والتي كانت تسمى في ذلك باسم القبيلة الذهبية.

كانت حدودها تشمل أراضي كازاخستان وروسيا ومولدوفا وأوكرانيا، أما القسم الثاني من الإمبراطورية فقد كان يشمل بلاد فارس وكان يسمى بمغول الفرس أو الإلخانات.

بدأت الإلخانات في ذلك الوقت بتوسعة أراضيها في آسيا الوسطى وبدأوا بغزو الأراضي الإسلامية وفي بداية عام 1258 ميلادي تمكن هولاكو من السيطرة على أراضي بغداد وقام بتدميرها وقتلوا الخليفة المستعصم بالله وقاموا بإنهاء الخلافة العباسية ومن ثم قام هولاكو بالسيطرة على دمشق ويكون بذلك المسلمون فقدوا أهم مركزين ثقافيين في المنطقة.

كانت القبيلة الذهبية  تقيم في المناطق الغربية وقام سكانها باعتناق الديانة الإسلامية وتحالفوا مع المسلمين في حربهم ضد مغول فارس، بعد ما تمكن هولاكو من السيطرة على دمشق وبغداد، قام بإرسال مبعوث إلى السلطان المملوكي وهدده وطلب منه الاستسلام.

قام الحاكم المملوكي قطز بتجهيز جنوده في القاهرة وانضمت إليه القوات العسكرية من بلاد الشام والتركمان وفي عام 1260 ميلادي قامت بينه وين المغول معركة عين جالوت وتمكن السلطان قطز من هزيمة المغول وتحرير دمشق، وبدأت الدولة الأيوبية بالانهيار وبدأت الدولة المملوكية بالتوسع حتى وصلت إلى بلاد الشام.

على الرغم من هزيمة المغول في معركة عين جالوت، إلا أنّ المغول استمروا في محاولة السيطرة على الشام وبدأوا يجهزون لأخذ ثأرهم من المماليك وقاموا بغزو مدينة البيرة ومن ثم توجهوا إلى مدينة حلب وسيطروا عليها، في ذلك الوقت أدرك السلطان بيبرس بأنّ مغول الفرس يشكلون خطراً على دولة المماليك.

قام السلطان بيبرس بالتحالف مع القبيلة الذهبية وتمكن من استعادة مدينة البيرة، وكان المغول والصليبين في ذلك الوقت يشكلون تحالفاً واحداً.

توفي بعد ذلك السلطان بيبرس وتولى ابنه الحكم من بعده والذي قام بعقد هدنة مع الصليبين؛ وذلك من أجل أنّ يتمكن أنّ يخوض حرباً ضد المغول، وتمكن في عام 1280 ميلادي من خوض حرب ضدهم في أراضي حلب وتمكن من هزيمتهم، وفي عام 1281 ميلادي خاض حرب ضدهم في حمص، تم بعد ذلك عقد معاهدة صلح بين مغول الفرس والمماليك، إلا أنّها لم تستمر طويلاً.

في عام 1295 ميلادي بدأت الصراعات الداخلية بين مغول فارس وأدى ذلك إلى نهاية حكم غازان بن أرغون وتولى بايدو بن طرقاي الحكم من بعده وكان غازان مسيحياً وقام بالتحالف مع الصليبيين ومن ثم قام بعد ذلك باعتناق الإسلام، إلا أنّه استمر بالسعي للسيطرة على أراضي المسلمين.

تولى غازان الحكم في الإلخانات وقد عُرف عنه حكمه العادل وكانت بداية حكمه في عام 1294 ميلادي واستمرت لمدة عام وعند حكمه قدم إليها الكثير من الحكام من مصر والشام، وفي عام 1296 ميلادي تولى حسام الدين لاجين الحكم وبعد وفاته تولى الناصر محمد بن قلاوون الحكم.

في عام 1299 ميلادي بدأ غازان بتجهيز جنوده لغزو الشام، وكانت بداية تحرك المغول إلى حلب ومن ثم توجهوا إلى الشام وخلال تحرك المغول وصلوا إلى مدينة البيرة، ثام السلطان الناصر محمد بجمع الأمراء من أجل التشاور واتفقوا على خروج بيبرس وأنّ يقوم السلطان الناصر محمد اللحاق بهم.

بدأ السلطان ناصر محمد بالتحرك والخروج من القاهرة وكان لديه جيش كبير وتوجه إلى دمشق وكان معه الخليفة العباسي، وصل جيش السلطان الناصر محمد إلى غزة وفي ذلك الوقت كان المغول قد ذهبوا إلى مصر واستقروا فيها، وكانت هناك بعض المؤامرات ضد السلطان الناصر محمد وقت وصلته الأخبار عن تلك المؤامرات.

وصلت بعد ذلك جيوش الناصر محمد إلى دمشق ووصلتهم الأخبار عن وصول غازان إلى حلب ونهر الفرات وكان لديه جيش كبير، ومن ثم قام الناصر محمد بالتحرك وأقام هو وجنوده في حمص، وأرسل بعض الجنود ليروى وضع غازان وجنوده.

قام الناصر محمد بالتحرك هو وجنوده وذلك من أجل مواجهة المغول وأصدر أوامر إلى جنوده رمي الرماح والقتال بالسيوف، وصل الناصر محمد بعد ذلك إلى وادي الخزندار وقام الأمراء بإعادة تنظيم الجيش وقاموا بدعمهم معنوياً وحثهم على الجهاد في سبيل الله.

كان جيش المغول كبيراً ويفوق عدد جيش المسلمين، حيث انضم جيش مملكة أرمينيا الصغرى إلى الجيش المغولي، بدأ القادة المسلمين بتوزيع أنفسهم على الكتائب العسكرية وكان لكل كتيبة دور تقوم به ووجه تقاتل بها  لم يتمكن القائد بيبرس من الاستمرار بالقتال؛ وذلك بسبب إصابته بمرض منعه من الاستمرار في الحرب، بينما استمر جنوده بالقتال.

قام غازان بإصدار أوامر إلى جنوده والثبات في مكانهم وانتظار جيش المسلمين حتى يأتوا إليهم، بالفعل بدأ جيش المسلمين بالتقدم حتى اقتربوا من جيش غازان، فقام الجيش المغولي بالهجوم عليهم، إلا أنّ جيش المسلمين أثناء هجومهم تمكنوا من تفرقة الجيش المغولي وقد أدى ذلك إلى صدمة غازان والذي خسر خمسة آلاف من جنوده في تلك المعركة.

أراد غازان العودة بعد تلك الخسائر، إلا أنّ بعض الأمراء المغول قال له أنّه يجب عليه الاستمرار بالقتال وبالفعل استمر غازان بالقتال وأمر جيشه بأنّ يقوم بملاحقة جيش المسلمين بالسهام، وعندما رأى السلطان الناصر محمد المنظر بكي وتخلى عنه الكثير من المماليك ولم يبقى معه إلا عدد قليل.

عاد ميسرة جيش المسلمين إلى حمص وكانوا يحملون الغنائم وكان غازان يريد اللحاق بهم، إلا أنّه تراجع وذلك حوفاً بأنّ يقوم جيش المسلمين بهزيمته ويكونوا قد نصبوا له فخاً، وصل بعد ذلك جيش المسلمين المنهزمين إلى حمص ولم يكن لديهم أسلحة ومن ثم توجهوا إلى دمشق.

حسب ما تم ذكره فأنّ في تلك المعركة فقد تم قتل ما يقارب خمسة عشر جندي مغولي وتم قتل عدد من الأمراء المملوكيين، فلم تكن الممالك تحصى عدد القتلى من الجنود؛ وذلك كون عددهم كان كثيراً.

عند قدوم جيش المسلمين في دمشق وصلتهم أخبار عن قدوم غازان إلى دمشق، فقام عدد من سكان المدينة بالهرب ولم يقبل حاكم دمشق الاستسلام لغازان، وعاد السلطان الناصر محمد إلى مصر وعاد إعادة تنظيم جيشه.

قامت معركة وادي الخزندار بين المماليك ومغول الفرس وقد وقعت أحداثها في المناطق الشمالية الشرقية من حلب ووقعت أحداثها في عام 1299 ميلادي.


شارك المقالة: