معنى النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


معنى النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع:

تتفق النظرية الاجتماعية مع غيرها من النظريات العلمية، من حيث بنائها ووظائفها في العلم، ولكنها تختلف عنها من حيث المضمون، فالنظرية الاجتماعية تهدف إلى تقديم تفسيرات وتصورات عامة للحياة الاجتماعية من حيث تطورها ونشأتها وتغيرها، أو من حيث علاقة كل جانب من جوانب هذه الحياة بغيره من الجوانب، تماماً مثلما تهدف النظرية البيولوجية إلى تقديم صورة موضوعية عن نشأة الحياة وتطورها وعناصرها ومكوناتها والعلاقات بين جوانبها المختلفة، ومثلما يوجد في علم الحياة نظرية عامة عن الحياة بأسرها ونظريات نوعية عن كل شكل من أشكال هذه الحياة، يفترض أن يوجد في علم الاجتماع نظرية عامة ونظريات نوعية عن كل شكل من أشكال الحياة الاجتماعية.

وعلى الرغم من اختلاف علماء الاجتماع حول معنى النظرية الاجتماعية وأهدافها وحدودها، إلا أن تحليل النظريات الاجتماعية في الماضي والحاضر، يدل كما يقرر على أنها تدور حول عدة تساؤلات عامة وأساسية أهمها:

1- ما المجتمع وما الثقافة؟

2- ما الوحدات الأساسية التي ينبغي أن نحلل المجتمع والثقافة إليها؟

3- ما طبيعة العلاقة بين المجتمع والثقافة والشخصية؟

4- ما العوامل التي تحدد حالة المجتمع والثقافة وتغيرهما؟

5- ما علم الاجتماع وما مناهجه الملائمة؟

ويحدد رايت مليز ثلاثة أسئلة رئيسية يجب أن تحاول النظرية الاجتماعية الإجابة عليها:

1- ما طبيعة البناء الاجتماعي للمجتمع؟ وما هي مكوناته الرئيسية وكيف ترتبط هذه المكونات بعضها ببعض؟ وكيف يختلف هذا البناء عن غيره من الأبنية؟ وما الدور الذي يلعبه أي عنصر داخل هذا البناء ذاته بالنسبة لبقاء هذا البناء وبالنسبة لتغيره؟

2- ما موضع هذا المجتمع في التاريخ الإنساني؟ وما هي آليات تغيره؟ وما موضع هذا المجتمع في تطور الإنسانية ككل، وما الدور الذي يلعبه في ذلك؟ وكيف يؤثر أي عنصر تدرسه على الفترة التاريخية التي يتحرك فيها وكيف يتأثر بها؟ وما هي الخصائص الجوهرية لهذه الفترة؟ وكيف تختلف عن غيرها من الفترات؟ وما هي خصائصها المميزة في العملية التاريخية؟

3- ما هي نوعيات الرجال والنساء التي لها السيادة في هذا المجتمع في تلك الفترة؟ وما هي النوعيات التي في سبيلها إلى السيادة؟ وكيف يتم اختيارهم وتكوينهم وتحريرهم أو قمعهم؟ وكيف يزداد وعيهم أو كيف يتم تزييف هذا الوعي حين يصابوا بالتبلد بدلاً من الحساسية؟ وما أشكال الطبيعة الإنسانية التي يفصح عنها السلوك الذي نلاحظه في هذا المجتمع وفي هذه الفترة؟ وما مغزى كل عنصر نقوم بدراسته في المجتمع بالنسبة للطبيعة الإنسانية؟

ويرى رايت ميلز أن هذه الأسئلة هي التي اهتم بها أفضل علماء الاجتماع عند معالجتهم ﻷيّ مسألة اجتماعية، فهي تمثل المحاور الأساسية لدراسة الإنسان والمجتمع ذلك أن الوظيفة الأساسية للنظرية الاجتماعية المبدعة هي الانتقال من منظور إلى آخر، أي من المنظور السياسي إلى السيكولوجي، ومن دراسة أسرة واحدة إلى دراسة الميزانيات القومية في بلدان العالم، ومن المدرسة إلى الجيش ومن صناعة البترول إلى الشعر المعاصر، أن صاحب النظرية يجب أن يتمتع بالقدرة على أن يربط بين أكثر المسائل عمومية وبين أكثرها شخصية وفردية وأن يكتشف العلاقة بين الاثنين.


شارك المقالة: