أغراض علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


يرتبط منهج أي علم بالأغراض التي يريد تحقيقها، وأغراض العلوم أنها تتحقق من خلال المناهج التي تطبقها في ميدان دراستها، ولما كان علم الاجتماع علم نظري يتناول بالدراسة ظواهر المجتمع بنفس الطريقة الموضوعية التي تتناول بها العلوم الطبيعية دراسة الظواهر الخاصة بها، أي أن علم الاجتماع علم يهتم بالدراسة التقريرية الموضوعية، وعلى هذا فإن له أغراضاً نظرية وعملية.

الأغراض النظرية في علم الاجتماع:

1- دراسة الحقائق الاجتماعية، وظواهر المجتمع للوقوف على عناصرها وكيف ومما تتكون، ولمعرفة المبادئ العامة للحياة الاجتماعية، والدعائم التي ترتكز عليها.

2- دراسة أصل الظواهر والحقائق الاجتماعية، والتطورات التي مرت بها على مر العصور والعوامل التي أدت إلى هذا التطور وساعدت عليه ﻷن الظواهر الاجتماعية متطورة متغيرة بتغيير الزمان والمكان، وذلك على عكس الظواهر الطبيعية الثابتة تقريباً زماناً ومكاناً.

3- دراسة وظائف الظواهر الاجتماعية، وتطور هذه الوظائف مع الزمان، واختلافاتها مع المكان إذ أن لكل ظاهرة وظيفتها الخاصة فوظيفة الزواج مثلاً تنظيم العلاقة بين الرجال والنساء والتكاثر، ووظيفة السياسة تنظيم العلاقة بين الفرد والدولة، وبين الدول وبعضها .

4- بحث العلاقات الاجتماعية والروابط المختلفة، والتعرف على مدى التفاعل الذي يحدث بين الأفراد وبعضهم، وبين الجماعات وبعضها، وعلاقات بين الظواهر وبعضها.

5- دراسة العلاقات والتأثيرات المتبادلة ما بين الأفراد والتجمعات الإنسانية وبين الظروف البيئية والطبيعية والجغرافية، بمعنى آخر دراسة العلاقات بين ظواهر المجتمع وما عداها من ظواهر تتخذها العلوم الأخرى ميداناً لدراستها.

6- يهدف علم الاجتماع إلى توضيح القوانين والنظريات الاجتماعية التي تخضع لها الظواهر الاجتماعية سواء في أساسها وتكوينها، أو في تغيرها ونموها، أو في تأثيراتها المتبادلة، ولعل هذا الغرض الأهم الذي يساهم علم الاجتماع إلى إنجازه، فمحاولة الوصول إلى القوانين أو القواعد العامة هي الوسيلة الوحيدة التي تزيد على العلم موضوعيته.

ولعل هذه النقطة هي التي أطالت في ظهور علم الاجتماع وتكوينه كعلم منفرد، ﻷنّ كثيراً من العلماء كان يرى صعوبة في استسلام الظواهر الاجتماعية لفكرة القانون كما هم الحال في الظواهر الطبيعية، ولكن عندما تم التوصل إلى ذلك على يد منشئيه استقل علم الاجتماع في مسائله ومناهجه وأصبحت له قوانينه وقواعده العامة الخاصة به.

الأغراض العلمية في علم الاجتماع:

لعلم الاجتماع كما لأغلبية العلوم الأخرى جانبه العملي والتطبيقي الذي يهدف إليه، فكما تقوم دراسات الطب وهي دراسة علمية على أساس المعرفة النظرية لعلم التشريح، وكما تستمد الهندسة التطبيقية من المعرفة الرياضية والهندسية، وكما تعتمد التربية على نظريات علم النفس، فإن نظريات علم الاجتماع والقواعد العامة التي يتم التوصل إليها في ميدان دراسة المجتمع، تفيد عملياً مشاريع الإصلاح الاجتماعي، والتخطيط الاجتماعي، وجميع فروع الخدمة الاجتماعية تقوم على أساس من علم الاجتماع.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط محمد حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد. محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح. مناهج البحث العلمي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: