مفهوم التميز السوسيولوجي عند بيير بورديو في علم الاجتماع:
أنشأ بيير بوردو سنة 1979 كتاباً يتصف بعنوان (التميز: النقد الاجتماعي للقيادة)، حيث يتحدث بيير بورديو عن منظوراً في علم الاجتماع للأذواق وطريقة التكيف والتعايش معها، حيث يعد هذا الكتاب من أنسب كتبه العشرة في علم الاجتماع وقد أنشأه في القرن العشرين، حسب تصنيف الجمعية العالمية للعلم الاجتماع.
ويهتم الكتاب على المواطنين المجتمعين الذين يتنازعون ويتنافسون، من خلال حقول وفضاءات مجتمعية متنوعة، بشأن أماكن الهيمنة والنفوذ والسيطرة والتمايز الاجتماعي وأيضاً الطبقي، وذلك عن طريق ما يكتسبه الفرد من رأسمال اقتصادي وثقافي.
إذ تنطلق التفاوتات من هيئتها الضعيفة نحو التفاوتات الجذرية، وكذلك التفاوتات الطبقية، وأيضاً يعبر الكتاب عن التنازع بين المواطنين داخل محيط المجتمع، من أجل التفاوت والتمايز والفروقات، ويقصد بهذا لكي يكون الشخص متعارفاً بين حقل مجتمعي ما، فلا بدّ أن يتمايز عن اﻵخرين إما بالفرق عنهم، وإما بالانزياح عنهم ثقافيا واقتصادياً ولغوياً ورمزياً واجتماعياً، بمعنى أن هناك ثنائية التوافق والتماثل والتمايز، فالاهتمام بالموضة، بصورة غير معقوله هذا إشارة على الرغبة في التمايز والاختلاف ثقافياً واجتماعياً ورمزياً، وإشارة على فرادة الطريقة الشخصية.
أصناف التعايش والتكيف عند بيير بورديو:
وقد أكد بيير بورديو أصناف التعايش والتكيف وأساليبها، حيث تتنوع حسب أماكن المواطنين الاجتماعيين، أي إن أذواق المواطنين تعكس حقيقة مكانتهم المجتمعية، كذلك توجيه سلوك الأفراد وسيط بين تلك الممارسات والأماكن المجتمعية.
ومثال على ذلك، فقد درس بيير بورديو واقعية المأكل والملابس عند العمال واﻷغنياء الذين لديهم الأموال، فالعمال يركزون بكل ما هو مهم ورئيسي في عيشتهم؛ بسبب افتقارهم إلى الرأسمال الاقتصادي، وبالتالي فإن ملابس العمال تتصف بالخشونة وغير لائقة، ويكون طعامهم ذو طابع مضموني، تتصف بأنها كامله من جهة، ويكون مأكلهم دسم من جهة أخرى، كما أن ذوقهم الفني والجمالي لا يخرج عن الشكل الحقيقي الإجباري.
ويهتم اﻷغنياء على هيئتهم وطابعهم، ويتـأنقون في ملابسهم وطعامهم، بالتركيز المدرك على النوع الكيفي، ولا يركزون على الملابس ذات الكم في ذلك، ويركزون أيضاً فنياً وجمالياً، بما هو تجريدي وسيميائي وخيالي.
ويعني هذا أن اﻷذواق وأسلوب نمط المعيشة تتنوع من مستوى اجتماعي إلى مستوى اجتماعي آخر، حسب واقعية المال الموروث، وحسب النمط الذي تتعايش به كل فئة اجتماعية.