تعددت تعاريف المستوطنات العشوائية الحضرية وتعددت المؤشرات والمعايير المستخدمة في تحديد هذه التعريفات، ويعود السبب إلى عدد من العوامل أهمها اختلاف في التوجهات الفكرية والنظرية والمواقف الأيديولوجية للباحثين والمهتمين بدراسة المستوطنات العشوائية، وتباين الظروف المجتمعية والتوجهات السياسية والتنموية من مجتمع إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى.
مفاهيم المستوطنات العشوائية الحضرية:
تختلف التعريفات في المستوطنات العشوائية الحضرية، فمنها يعتمد على المعيار القانوني التي ترى أنّ السكن العشوائي هو الذي يعتمد على مدى شرعية احتلال الأرض أو المسكن أو الإثنين مع بعضهم.
وفي تعريفات أخرى تركز على أهم الخصائص السكن العشوائي والتي تتمثل في عدم قانونيته ونشأته غير المنظمة، وتعريف آخر يؤكد أنّ المناطق العشوائية تُعَد في واقع الأمر من بين الأحياء الحضرية المتخلفة عمرانياً وثقافياً واجتماعياً.
كما أنّ مفهوم السكن العشوائي في بعض الكتب والتحليلات هو مباني سكنية التي يقوم بتشغيلها القطاع الخاص سواء على أرضه أو على الأرض المغتصبة من أراضي الدولة، والتي غالباً ما تكون خارج حدود المدينة دون تخطيط حضري أو ترخيص قانوني.
وتتميز بأنها ذات مستوى منخفض بنائياً واجتماعياً واقتصادياً وتشير التحليلات الحديثة إلى أنّ المستوطنات العشوائية، يمكن تعريفها بأنها منطقة سكنية نمت وكبرت بدون حق قانوني أو بدون تصريح بناء من قبل السلطات، وأنه نتيجة ذلك فإن الخدمات والبنية التحتية عادة ما تكون غير كافية وغير مؤذية.
وهناك خصائص تساعدنا على فهم المستوطنات العشوائية وهي الخصائص الفيزيقية والخصائص الاجتماعية الخصائص القانونية، كما أنّ الخصائص تعتبر مترابطة ويصعب فهم وتحليل أي منها دون الآخر.
كما يستخدم مصطلح المستوطنة غير الرسمية لوصف السكن الذي تم بناؤه بطريقة غير قانونية ودون موافقة السلطات الحكومية الخاصة بالتحقيق الحضري، هناك تعريفات تؤكد على أنّ المستوطنات العشوائية هي أشكال سكنية مجاورة التي تمثل احتلال غير شرعي للأراضي التي أقيمت عليها دون تصريح قانوني أو ترخيص حكومي من قبل الجهات المسؤولة.
وفي أغلب الأحيان تكون الأراضي التي أقيمت عليها هذه المستوطنات ملكية خاصة وأحياناً أخرى تكون ملك للوكالات الحكومية وفي جميع الحالات فإن هؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم حق شرعي في احتلال الأراضي، تم وضع أيديهم عليها.
وفي تعريفات أخرى للمستوطنات العشوائية الحضرية وعلى الرغم من اختلاف مسمياتها من مجتمع إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى إلّا أنّ المواد المستخدمة في بناء المساكن في المستوطنات الحضرية العشوائيه تكاد تكون متشابهة حتى يتم صناعة هذه المساكن من المواد الرديئة الكرتون والخردة والمعادن والصفيح والخشب.
المستوطنات العشوائية الحضرية هي أحد أنماط السكن التي ترتبط نموها وانتشارها في ظاهرة التضخم الحضري التي يعاني منها المجتمعات النامية والمدن في هذه المجتمعات، وبشكل خاص العواصم على مستوى البلدان المجتمعات النامية بشكل عام.
والمستوطنات العشوائية نشأت في معظم الأحيان بشكل غير قانوني بعيداً عن الإجراءات والقوانين العامة للإسكان،هناك حلول مؤقت لمشكلة السكن ثم تحول معظمها إلى مشاكل دائمة، تأخذ شكل عشوائي من حيث التخطيط والبناء وهي مساكن مشيدة على أرض عامة مملوكة للدولة أو على أرض زراعية خاصة على حدود المدينة، ويسكن هذه المناطق العشوائية الفقراء الحضريين أو القادمين من المجتمعات الريفية وفي أغلب الأحيان تفتقر هذه المناطق العديد من الخدمات والمرافق الأساسية.
