مفهوم المقاومة والزمن في الفعل الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المقاومة في الفعل الاجتماعي:

ثمة إثبات ضروري يتضمنه مقصود المقاومة بالنسبة للتوازن التفاضلي، وهو أن التوازن التفاضلي ليس مُطلقاً، وأن تغيراً جوهرياً يمكن أن يحدث على العلاقة، إن ظهور المقاومة يمثل مؤشراً هاماً على تشكيل الوعي التحرري عند الغالبية العظمى من الخاضعين، وكذلك فهو مؤشر ضروري على مدى إمكانية بقاء القوة.
فأحد المعايير الأساسية لفاعلية القوة، ليس فقط السيطرة على المصادر، ولكن إمكانية التغلب على المقاومة حين تصدر، إذن يؤكد طرح المقاومة أن التوازن التفاضلي يسير باتجاه التغير وليس الاستقرار، ولكن التغير يقتضي أن تكون قوة المقاومة أكبر من قوة المحافظة على الوضع الحالي، ومن هنا، فإن مقصود القوة يتضمن إمكانية تملك الطرف الخاضع لمصادر القوة التي تؤهله للتحرر من علاقة الخضوع، أو منع الآخر من التحكم فيه، كما تمتلك القوة مسألة دينامية يمكن أن تتغير من حيث مالكيها ومصادرها.

الزمن في الفعل الاجتماعي:

إن الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي لتشكل التوازن التفاضلي، يساهم في تعميق الفهم والتوضيح، ويستبعد اعتباره واقعياً معطى، وعلى المستوى التحليلي يبيّن وجهان لفاعلية الزمن، فالوجه الأول هو، سلبية الزمن، ويزداد حجم السلبية كلما تقدم الزمن على علاقة القوة، حيث أن اتساع المدى الزمني لاستمرارية العلاقة، يعني مزيد من الرسوخ والاستدماج وتصلب الأوضاع البنائية الحالية، فالسلبية الزمنية تتصل باعتياد الإجحاف والتمايزات غير العادلة، وتكلس المعايير وغياب الوعي.
أما الوجه الثاني، فهو إيجابية الزمن، وهي حالة تعقب السلبية زمنياً، وتبدأ بإصدار وعي الخاضعين بحقوقهم المستلبة، وتبلغ الإيجابية ذروتها بالتحرك الفعلي، والصراع المادي المفتوح مع أصحاب القوة.


شارك المقالة: