مفهوم النظرية العضوية عند هربرت سبنسر في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


مفهوم النظرية العضوية عند هربرت سبنسر في علم الاجتماع:

يعنى بالنظرية العضوية تلك النظرية السوسيولوجية أو الاجتماعية التي تشكل مطابقة بين المجتمع والإنسان، بمعنى أن المجتمع ينمو كنمو الإنسان أو الكائن العضوي، أي تشير المجتمعات الإنسانية لثلاث فترات رئيسية هي، البداية أو التكون، والعلو، والانحلال، أو لظاهرة الولادة والتكيف والتلاشي، علاوة على ذلك، فهذه النظرية العضوية بيولوجية في مرجعيتها الإحالية والنظرية تأثرت بصورة كبيرة، بأفكار شارلز داروين.

وهكذا يولد المجتمع البشري ويتدرج في تطوره العلو حتى يصيبه التلاشي والنهاية، وفي هذا تتحدث وسيلة خزاز، أن هربرت سبنسر أشهر أنصار النظرية العضوية في علم الاجتماع الذي يريد الالتقاط بفكرة المطابقة العضوية بين المجتمع والكائن العضوي، كذلك يعد هذا المفكر أعلم رواد الاتجاه الدوراني في علم الاجتماع، وهو الاتجاه الذي يثبت أن نمو المجتمع الإنساني يسير عبر سلسلة من الفترات الحتمية التي لا يمكن إرادة البشر تغييرها، فالتطور الاجتماعي عند أنصار هذا الاتجاه مسيطر بقوى واقعية تتجاوز إرادة الإنسان.

فنظرية سبنسر هي من النظريات العضوية والعلوم الطبيعية والارتقائية بمهارة، تداني علم الاجتماع المجتمعي ابتداءً من المقترب من العلوم الطبيعية الارتقائية والنشوئية، وبمفهوم آخر فهذه النظرية تطورية تاريخية موجود على ثنائية التشابه واللاتشابه، وثنائية البساطة والتركيب، وثنائية التطابق والاختلاف.

ومن هنا، فقد وضع سبنسر تصوره لعلم الاجتماع على مبدأ المطابقة بين الحياة العلوم الطبيعية والحياة الاجتماعية، حيث يقر أن في الحياة ميلاً إلى الخصوصية، والخصوصية هو هدف كل ارتقاء، وكل ارتقاء إنما ينطوي على الانتقال من التماثل إلى التباين، أو من التشابه إلى اللاتشابه، ويقرر كذلك أن التخصص هو هدف كل نمو وارتقاء في الموجودات، وينتقل سبنسر بهذه الحقائق من ميدان الحياة العلوم الطبيعية إلى ميدان الحياة الاجتماعية، فيريد تطبيقها على هذه الحياة مشبهاً إياها بالحياة العلوم الطبيعية، وبعد أن يبيّن كيفية تكوين الحياة الاجتماعية وتطورها ووضوح وظائفها، وازدياد ظاهرة التفرد والتخصص حتى وصلت في العصر الحاضر إلى أدق مظاهرها.

ومن هنا، يتوضح لنا أن هربرت سبنسر يدرس المجتمع البشري في تطوره المرحلي أو المتدرج، في ضوء المقاربة العلوم الطبيعية أو العضوية الداروينية، بإقامة مطابقة منهجية بين ديمومة المجتمع والإنسان في نمائه ونشوئه ارتقائه.


شارك المقالة: