ملاحظات السير كومينز لشروط تشارلز بيرس في علم العلامات والدلالة والرموز

اقرأ في هذا المقال


جاءت ملاحظات السير كومينز كتوضيح لشروط تشارلز بيرس في علم العلامات والدلالة والرموز وكذلك توضيح للتحفظات التي فضلت النص الأدبي أو الخيال والفلسفة من وجهة نظر تشارلز بيرس.

مقدمة حول ملاحظات السير كومينز لشروط تشارلز بيرس في علم العلامات

يشير السير كومنيز نتيجة للتحول في علم العلامات والدلالة والرموز، قوبل الفصل الشكلي بين اللغة الشعرية واللغة اليومية بالشك خلال الثمانينيات، وتم رفض النظريات الدوسوسورية للعلامة باعتبارها تعسفية، التي انتقدها بنفينيست في الخمسينيات من القرن الماضي، ورفضها كريستيفا ومعظم علماء السيميوال في وقت لاحق، ويُنظر إلى العلامة على إنها مدفوعة بالرغبات والدوافع والأعراف الاجتماعية، وإن المجال المستقل الذاتي للاكتفاء الذاتي للعلامات المتصورة من قبل الشكليات والسيميولوجيا المبكرة يتم وضعها في سياق ثقافي من قبل.

ومن بين آخرين السير كومينز لاحظ أن النموذج اللغوي الرسمي لتشارلز بيرس الذي لا يزال يحظى بشعبية في عدد متناقص من الدوائر، فقد قوته بشكل عام، ومع ذلك فإن المفاهيم العلائقية الأساسية للغة والإفراج المشروط والنموذج والنحوي والدال والمدلول، أصبحت ذات تأثير كبير على النظرية في علم العلامات والدلالة والرموز.

شروط تشارلز بيرس في علم العلامات وملاحظات السير كومينز عليها

أولاً، كتب عدد قليل نسبيًا من العلماء على نطاق واسع حول صلة شروط تشارلز بيرس بدراسات علم العلامات والدلالة والرموز والاستثناءات البارزة، ومن هاؤلاء عمل امبرتو إيكو ودراسات قام بها روبرت سكولز وجون شريف وكاجا سيلفرمان، ومن أهمهم عمل السير كومينز.

إذ لاحظ أن في نهج تشارلز بيرس يشترط أن يكون النص في حد ذاته علامة وممثل يستحضر علامات أخرى وكائنات سيميائية من تجربة القارئ، وبالتالي يولد علاقات متبادلة بين النصوص تعمل على بناء عالم خيالي من الإشارات والمفسرين، وهذه العلامات بدورها تصبح علامات أصلية يتم إعادة تفسيرها مع استمرار القراءة وكذلك أثناء القراءات المتتالية، والتي تعمل بعد ذلك بأثر رجعي لإعادة تفسير القراءات السابقة.

ثانياً، لاحظ السير كومينز إنه في نهج تشارلز بيرس يشترط أن تصبح الإشارة المفسرة في التقليد الفريغاني، ذات تأثير ضئيل، حيث تنقل كلمة الثعلب في النص رسالة من كاتب إلى قارئ من حيث ارتباطها المرتبط بالإشارات الأخرى التي تمتلك معها شيئًا مشتركًا، ويمكن قول الشيء نفسه عن كلمة طائر الفينيق، على الرغم من عدم وجود طائر الفينيق، إلا أن أوصاف طائر الفينيق موجودة، وهذا يمنح الكلمة القدرة على العمل بشكل شبه آلي بقوة مساوية لقوة الثعلب، وبهذا المعنى فإن الأشياء الواقعية شبه آلية، مثل الأدب والفنون.

ويتم تشكيلها بدلاً من إيجادها، كما إنها ليست مجرد مسألة ما هو موجود ولكن ما قد يكون، وهذا يثير تعدد المفسرين أو ماذا يمكن أن يكون، وإذا ورثت شروط معينة لنهج تشارلز بيرس علماء السيميوولوجيون الأوائل المستوحون من ملاحظات السير كومينز نظروا إلى علم العلامات والدلالة والرموز ووجدوا بنيته.

ثالثاً، لاحظ السير كومينز إنه في نهج تشارلز بيرس يشترط مشاركة الفكرة القائلة بإنه نظرًا لأن كل الفكر هو في العلامات فهو حوار بطبيعته، وحتى في أكثر حالاته خصوصية وصمتًا، فإن الفكر مع ذلك هو حوار بين الذات في لحظة واحدة والذات القادمة في اللحظة التالية، والذات هي مُلفِّق عن طريق السميوزية ويتفاعل بشكل حواري مع نفسه ومع الآخرين، وفي هذا السياق يستخدم تشارلز بيرس كلمة علامة بأوسع معانيها الممكنة، كوسيلة لتوسيع نسيج الدلالة المترابط، وعلى هذا النحو يتم تحديد العلامة من خلال موضوعها.

وتحدد مفسرها ولكن لكي يتم تمديد النسيج يجب أن تكون العلامة قد تم تجسيدها بالفعل في موضوع مما يعني ضمناً موضوعه الخاص، وفي هذه الحالة يظل النسيج مستقلاً عن العلامة، وبعد العلامة من خلال موضوعها.

التحفظات التي فضلت النص الأدبي أو الخيال والفلسفة من وجهة نظر تشارلز بيرس

في العلوم الإنسانية والاجتماعية تم الكشف عن مشاكل مزعجة في ضوء العمل على التحفظات التي فضلت النص الأدبي أو الخيال والفلسفة خلال السبعينيات والثمانينيات من قبل الفلاسفة ومن بينهم السير دريدا وريتشارد رورتي والمؤرخون ميشيل فوكوتوماس كون وهايدن وايت وعلماء الأعراق البشرية كليفورد غيرتز والسير جيمس وكليفورد ماركوس وستيفن تايلر وفيلسوف العلوم بول فييرابند.

فما الذي يميز في التحليل النهائي النص الأدبي أو الخيال والفلسفة والعلوم في هذا الصدد عن الواقع؟ إما الخيال أو الواقع أو كليهما أو كلاهما، وعلى ما يبدو ما يرتاح في عين الناظر، وقد يدعي المرء أن النص الأدبي لا يتمتع بإشارة حقيقية ولكنه يقدم مجرد وهم مرجعي أو قد يذهب أحدهم إلى منتصف الطريق باقتراح أن النص يجسد جدلية بين الخيال والواقع.

ومع ذلك باتباع تشارلز بيرس يجب التمييز بين الواقعي الداخلي والحقيقي ظاهريًا والخيالي، فالأرقام غير المنطقية حقيقية من الداخل على الرغم من الاعتقاد إنها كانت مغمورة تحت البساط لعدة قرون، ومع ذلك تظل الحقيقة إنهم محكومون بمجموعة صارمة من القواعد، وفي المقابل تعتبر القصص الخيالية حرة نسبيًا فهي تتكون إلى حد كبير مما يعتقده المرء أو يتخيله، ونظرًا لإنه كما يعتقد تشارلز بيرس لا يمكن أن يكون هناك ضمان مطلق بأن فكرة معينة مطابقة لشيء حقيقي ظاهريًا وهو نوع من نظير، وعدم تحديد المرجع في أي لحظة معينة لا يُمكن على وجه اليقين من رسم خطاً بين الخيال والعالم في الخارج.

ويبدو في البداية أن هذا هو تنازل لمفهوم تشارلز بيرس للاتفاقيات الثقافية، ويجادل تشارلز بيرس مرارًا وتكرارًا بأن تفسير الإشارات يعتمد على الموافقة العامة، لكن هذا الرأي الكلي الذي لا يتزعزع مستحيل خارج بعض المجتمعات الوهمية ذات السعة اللإنهائية، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن أن تكون المؤسسة السيميائية لا نهاية لها، وبالنسبة إلى السيميائية فإن التحول المستمر للإشارات إلى علامات أخرى دفع الإشارات إلى الأمام نحو إشارات جديدة، وهي عملية لا تنتهي أبدًا.

وتفضل هذه العملية فكرة العلامة الأدبية والعلامات اللغوية للممارسات الثقافية اليومية، وفي الواقع جميع طرق التواصل خارج اللغة، بالإضافة إلى العلامات المصممة تقليديًا للغة الرسمية والمنطق، وربما لسوء الحظ ركزت شروط تشارلز بيرس لعلم العلامات والدلالة والرموز في بعض الأحيان بشكل  هوس على اللغة والمنطق، والمنهج العلمي والخطاب العلمي والرياضيات، والاهتمام بالسيميائية التشارلز بيرسية مع التركيز الشديد على الثقافة بشكل عام والأدب والفنون بشكل خاص يمكن أن تكون مثمرة.

علأوة على ذلك فإن ما يعتبره الناس علامات ليس شيئًا تقريبًا خارج المجتمع بأكمله من منتجي ومعالجات العلامات التي ينتمون إليها، فجميع العلامات وجميع صانعي العلامات والمستخدمين يؤلفون نسيجًا سلسًا تقريبًا، كما إنها ليست مسألة إشارات وأشياء بل تتعلق بعلامات الفكر في العقل وإشارات الأحداث الموجودة هناك، كما إنها مسألة علامات تصبح على الدوام شيئًا آخر غير ما هي عليه، أولاً وقبل كل شيء الفكرة التي تجاهلها دو سوسور ولكن بعض المحققين ما زالوا يعتنقونها هي فكرة أن الإشارات تمثل شيئًا آخر.

حيث أن بدائل من نوع ما من الوضع الثانوي تحل محل المواد الأصلية، وباعتراف الجميع استخدم تشارلز بيرس المصطلح بالإضافة إلى التمثيل والإشارة فيما يتعلق بالعلاقة بين العلامات والأشياء الخاصة بها، وبكل بساطة كانت هذه هي شروط عصره، لكنه استخدمها بالشكل الذي يراه مناسبًا، و هو استخدام اختلف في بعض الأحيان بشكل حاد جدًا عن الاستخدام المعتاد في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.


شارك المقالة: