ملامح التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


لا وجود لمجتمع لا يحدث فيه تغير اجتماعي، ويظهر المجتمع مستقر ولا يحدث فيه أي تغيرات وساكن ويسير المجتمع في إتمام وظائفه وواجباته في هدوء لمدة أجيال متتالية متعاقبة، ولكن حين يصل التغير إلى درجة من التجمع الحضاري يبدأ المجتمع في التغير، وذلك بسبب وجود قوى تعمل في داخل المجتمع من أجل تجديد الاتساق أو من أجل تأسيس نظم اجتماعية وثقافية جديدة ومن أهم ملامح التغير الاجتماعي.

ملامح التغير الاجتماعي:

1- النمو الحضري في داخل المجتمعات والتغير في الشكل العمراني الذي يصاحب التغير السكاني المستمر.

2- التغير في شكل الأسرة من حيث الحجم والوظائف والمراكز والأدوار الاجتماعية والتغير في أركان وعناصر الأسرة وعادات الزواج بها، ووسائل تشكيلها وتكوينها وعوامل استقرار الأسرة وتفككها، تغير شكل الأسرة من شكل الاسرة الكبيرة الممتدة إلى شكل الأسرة الصغيرة أو النواة المستقلة اقتصادياً عن الاسرة الكبيرة.

3- خروج المرأة من البيت إلى مجتمع العمل والإنتاج، وأصبح دور المرأة واضح في الدعم الاقتصادي للأسرة والمجتمع.

4- التغير في التركيب والشكل الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وزيادة ظهور التعقيد والصعوبة في الحياة الاجتماعية ونظرة الناس الى العمل وما يصاحب ذلك من تغير في السلوك البشري.

5- زيادة اعتماد الأفراد والجماعات على بعضهم البعض.

6- تغير بعض القيم والمعتقدات الاجتماعية القديمة التي كانت تنتشر في المجتمع وتحكم سلوك أفراده.

عوامل التغير الاجتماعي:

1- البيئة: على وجه الخصوص العوامل الفيزيائية التي تشمل الأحداث الطبيعية مثل الزلازل وقلة الموارد الاقتصادية والمناخ يتواصل الإنسان مع طبيعته وموارده الرئيسية ويقوم بدور كبير في إحداث التغير الاجتماعي.

2- الأفراد: حيث يظهر أفراد يميلون إلى حدوث تغير اجتماعي كبير يمكن ملاحظته مثل ظهور القادة المؤثرين.

3- العامل البيولوجي: والعامل هذا يعني تلاحق الأجيال واختلاف في بعض خصائصها جيل بعد جيل.

4-الأفكار والمعتقدات: وهي القوة والقدرة الفكرية التي تعمل على تغيير النماذج والأشكال الاجتماعية الواقعية وذلك حسب السياسة المتكاملة التي تتبع أساليب ووسائل تهدف وتساند تبريرات اجتماعية.

5- التقدم التكنولوجي: الاختراعات والاكتشافات والابتكارات العلمية الجديدة والمتجددة التي لها تأثير كبير على التغيير الاجتماعي مثل اكتشاف وسائل النقل والاتصالات والإعلام المتقدمة والحديثة.

6- الاتصال الثقافي: ويشمل الاحتكاك والاشتباك والتبادل الثقافي بين جماعات الأفراد المختلفة ثقافياً واجتماعياً وأن عملية الانتشار الثقافي الذي حدث عن طريق تقدم وسائل الاتصال والتكنولوجيا قد أدى إلى كثير من التغيرات الاجتماعية.

7- عامل الزمن: إن عامل الزمن له أهمية وقيمة وذلك في تحديد دينامية وتغير الجماعة والأفراد والمجتمع ويجب أن يتم النظر إلى الجماعة على أنها تنظيم متحرك ومتغير باستمرار.

8- الثورات: أن الثورات الاجتماعية والثقافية والوطنية تقوم من أجل إحداث تغييرات جزئية أو شاملة في بناء المجتمع ونظامه.

9- الحرب: وهي من العوامل الأساسية والمهمة للتغيير الاجتماعي إما بسبب ما فرضه المنتصر لدعم انتصاره وإما بسببه (المهزوم) من أجل القضاء على تأثير الهزيمة وتحقيق النصر.

آثار التغير الاجتماعي في السلوك:

1- الهجرة: وبشكل خاص تلك التي تحدث بسبب الفقر، وقد تكون الهجرة إجبارية بين مصادر الثروة أو النشاط الاقتصادي.

2- التصنيع: إن التصنيع والتقدم التكنولوجي قد أحدث آثاراً هائلة في تقدم البشرية والتغيير الاجتماعي إلى الأفضل.

معوقات التغير الاجتماعي:

1- طبيعة التغير ومصدره: إذا كان التغير يتضمن جوانب المجتمع التكنولوجية أو الاقتصادية التي تستهدف إجبار الجمهور  والأفراد على تغيير أشكال وأوضاع تقليدية فإن المقاومة تكون واضحة قوية.

2- الداعين للتغيير: إذا كان التغيير يمثل مصلحة حسب الطبقة من أجل حماية مزايا وخصائص اجتماعية معينة، وفي حالة التغير المفروض وذلك من قبل السلطة الموجودة من خلال وقوع المنفذين لعملية التغير في مزالق أخطاء وانحرافات خاصة فإنه من الممكن أن تأتي بنتائج عكسية.

أنّ من شملَهم التغير هم المحافظين الذين يحملون النظرة التقليدية يميلون إلى تصوير الواقع والماضي على أنه النموذج النرجسي للسلوك، واذا ما شعروا بالفرق الواضح وعدم التطابق بين النموذج المثالي وبين الواقع التطبيقي فان ذلك يؤدي إلى مقاومة عملية التغير وعدم تجانس التركيب العنصري والطبقي في المجتمع وتكوينه.

ضمانات نجاح عملية التغير الاجتماعي:

1- التخطيط العلمي وإحالة النموذج التصوري للتغير الاجتماعي.

2- إجراء بحث علمي شامل حول العديد من القيم والاتجاهات والاعتقدات والمعايير واسعة النطاق ودراسة العوامل التي تؤثر على تقييمها تمهيدًا لتغيير توقعاتهم من خلال التعليم والوسائل التعليمية وثورة الاتصال ووسائل الإعلام.

3- مراعاة الإطار والشكل التكاملي لعملية التغير الاجتماعي، حتى لا يحدث تراجع ووهن في المجتمع ومن ثم شرخ أو تصدع ومن ثم انهيار وانحلال، وبالتالي تراجع مادي أو معنوي وذلك نتيجة عدم مواكبة في التغييرات التي تطرأ على مظهر دون الآخر.


شارك المقالة: