مملكة باغان

اقرأ في هذا المقال


تعد مملكة باغان بأنّها أول الممالك التي قامت بتوحيد الأراضي المحيطة بها وتعد مملكة باغان هي المؤسس للغة والثقافة البورمية، وانتشر فيها العديد من الشعوب البورمية في بداية تأسيسها.

مملكة باغان

في القرن التاسع ميلادي كان هناك مستوطنة صغيرة في باغان والتي تم من خلالها ظهور مملكة باغان وكان البورميون هم من يسكنوها والذين قدموا من وادي إيراوادي التابع لمملكة ننساو واستمرت المملكة بالنمو حتى عام 1050 ميلادي ومع بداية القرن الثاني عشر ميلادي أصبحت مملكة باغان موجدة إلى جانب مملكة الخمير والتي تعدان من أهم الممالك في ذلك التاريخ في جنوب شرق آسيا.

في البداية كانت اللغة البورمية هي اللغة المسيطرة في تلك المنطقة ومع بداية القرن الثاني عشر ميلادي بدأت البوذية بالانتشار في أراضيها وخاصة في القرى الصغيرة وكانت العادات الوثنية مترسخة لدى الشعوب وبشكل كبير، قام حاكم باغان ببناء أكثر من عشرة آلاف معبد بوذي وكان الأغنياء يقومون التبرع بالأموال والأراضي للدولة من أجل بناء تلك المعابد.

لم يستمر قيام مملكة باغان لفترة طويلة، حيث تم انهيارها في القرن الثالث عشر ميلادي؛ وذلك بسبب النمو الكبير والسريع للثروة الدينية التي تم إعفائها من الضرائب، وفي عام 1280 ميلادي دخلت المملكة في عدد من الصراعات الداخلية والخارجية وبدأت الصراعات السياسية فيها تنتشر بشكل ملحوظ، وعانت من الانقسام السياسي الذي استمر حتى القرن السادس عشر ميلادي.

تاريخ مملكة باغان

اختلف السجلات التاريخية عن أصول مملكة باغان، وحسب ما ذكرته الكتب فأنّها في القرن التاسع عشر ميلادي كانت ترتبط بأسرة بوذا وأنّ أول ملك بوذي قام بحكمها هو “ماها سماتا”، وحسب ما ذكره هامان فأنّ أصول مملكة باغان يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد في الهند وذلك قبل أنّ تتم ولادة بوذا بفترة طويلة، وفي عام 48 قبل الميلاد أسس ملوك تاغونغ عدة ممالك في أسفل نهر إيراوادي.

حسب الدراسات الحديثة فأنّ بورما، تعود إلى مملكة ننزاوهو والتي تم تأسيسها في القرن التاسع ميلادي، وأنّ هناك مجموعة من الأساطير القديمة وكان ملوك باغون ينسبون الأساطير الهندية لهم، وذكرت الكتب بأنّ أسطورة أبها راجي تكلمت عن الأماكن الملكية التي كان يسكنها الكثير من السكان وتم تأسيس لأقدم الحضارات في جنوب شرق آسيا ومع بداية القرون الميلادية ظهر العديد من المدن التي تم إحاطتها بالأسوار، وفي القرن الرابع ميلادي ارتبطت الهندسات المعمارية فيها بالثقافة الهندية.

تم بعد ذلك إعادة إعمار جي إتش لوس وخلال تلك الفترة تعرضت مملكة ننزاو للكثير من الغزوات وتم تأسيس العديد من المستعمرات بعد ذلك ويعود تاريخ أول مستعمرة في باغان إلى عام 650 ميلادي، وكانت التبت من ضمن تلك المستعمرات.

أشرت الدراسات التي تم إجرائها في باغان بأنّها في بداية تأسيسها تعرضت للكثير من الهجرات البورمية والتي كانت تسير بشكل منتظم، ومع بداية القرن التاسع ميلادي تعرضت باغان للكثير من الهجرات البورمية والتي استمرت للقرن العاشر ميلادي، وذكر العلماء بأنّ تاريخ باغان يعود إلى عام 980 ميلادي، حيث كان قبل ذلك التاريخ يوجد الحصون والتي كان يتم بناؤها من الطين وفي عام 856 ميلادي زار باغان أسرة سونغ الصينية وفي عام 1004 ميلادي تم العثور على النقوشات التي تدل على إقامتهم فيها.

في القرن العاشر ميلادي قام البورميون وخلال فترة إقامتهم في باغان بالعمل على توسعة النظام الزراعي والذي كان يعتمد على الري وانتشرت الثقافة البوذية التي كانت تعتمد الهندسة المعمارية في طريقة بنائها البيوت، وكان سكان باغان يتصفون بالترابط فيما بينهم؛ ممّا جعل المدية تنمو وتصبح أكثر قوة وسيطرة وتوسعت حتى شَملت أراضي الشمال والجنوب.

في عام 1044 ميلادي وصل إلى باغان الأمي أنوراتا والذي تولى الحكم فيها لمدة ثلاثة قرون متواصلة والذي تمكن خلال فترة حكمه من تحويل الإمارة الصغيرة إلى إمبراطورية بورمية كبيرة وقوية وكان لها حكومة تدير البلاد ونتج عن تلك الإمبراطورية كلاً من ميانمار وبورما ويمكن ذكر التاريخ البورمي من تاريخ تولي الأمير أنوراتا الحكم فيها.

تمكن الإمبراطور انوراتا الإثبات بانّه حاكم قوي ويمكنه من إدارة أمور البلاد وجعلها أكثر قوة وسيطرة وأصبحت من أقوى الممالك في ذلك التاريخ اقتصادياً وعسكرياً وأصبحت هي ركيزة الاقتصاد في منطقة الشمال من آسيا، وليصبح الإمبراطور انواراتا هو صانع الملوك في بورما العليا.

مع منتصف القرن العاشر ميلادي بدأ أنوراتا بعملية الإصلاح في باغان، الأمر الذي جعلها تتحول إلى قوة إقليمية وخلال فترة إقامته أسس العديد من الولايات على طول وادي إيراوادي وخاض الكثير من الحروب والتي كان معظمها في تلال شان، عثر العلماء على العديد من التحف الطينية والتي تم العثور عليها في أراكان وتلال شان وكانت تلك النقوشات تحمل رسومات الملك أنواراتا.

دخلت باغان بعد ذلك في العصر الذهبي وعاشت فيه لمدة قرنين، وعانت من التمردات الصغيرة في أراضيها، إلا أنّها كانت تعيش في سلام وتمكن الملك كينسسيتا خلال فترة حكمه من العمل على توحيد الثقافات المتنوعة فيها، كما تم إصدار نظام الحكم العسكري في بورما وبدأت باغان بعد ذلك بالظهور كدولة عظمى إلى جانب إمبراطورية الخمير في جنوب شرق آسيا، وقامت أسرة سونغ الصينية وأسرة تشولا الهندية الاعتراف بها كدولة مستقلة تتمتع بالحكم الذاتي.

خلال حكم الملك ألونغ سيثور في باغان أصبحت تزداد قوة اقتصادية وعسكرية وتمكن الملك من توسعة أراضي الإمبراطورية، كما تم خلال فترة حكمه توفير الأوزان ووحدات القياس؛ ممّا أدى إلى توحيد البلاد اقتصادياً وزيادة قوة الاقتصاد، مع أواخر القرن الثاني عشر ميلادي زادت التجارة البرية والبحرية في المملكة وقد أدى ذلك إلى زيادة ازدهارها، وقامت بتخصيص مبلغ كبير لبناء المعابد وزادت العملية في عصر الملك كينسيتا، مع ازدياد أعداد السكان، أضطر الملوك إلى توسعة أراضي الإمبراطورية.

في عام 1174 ميلادي أصبح القطاع الزراعي أكثر قوة ووصل إلى أعلى درجاته وأصبحت بورما العليا هي المنطقة المسيطرة على القطاع الزراعي، كما كانت توضع القوانين باللغة البورمية والتي تم اعتمادها في العصور التابعة لها.

في عام 1174 ميلادي تم تأسيس أول جيش دائم بواسطة سيثو الثاني والذي اعتمد نظام توسعة الأراضي وفي القرن الثالث عشر ميلادي سيطرت إمبراطورية باغان على جنوب شرق آسيا البري، مع منتصف القرن الثالث بدأت الصراعات في باغان وقد أدى ذلك إلى إضعافها وزادت الضرائب، الأمر الذي أدى إلى انهيار جنوب باغان.


شارك المقالة: