مملكة فطاني

اقرأ في هذا المقال


مملكة فطاني: هي مملكة تم تأسيسها على الحدود الماليزية في جنوب تايلاند وكان يسكنها المجموعة الملايوية المسلمة والذين كانوا يتكلمون اللغة الملايوية وقد تم دخول اللغة العربية بواسطة التجار العرب الذين كانوا يأتون إليها للتجارة.

مملكة فطاني

حسب ما ذكر العلماء فأن تم تسمية مملكة فطاني بذلك الاسم نسبة إلى فأتاني والتي تعني المزارع والزراعة، وذلك لأن المنطقة كانت غنية بالأراضي الزراعية وكما اشتهرت بوجود المحاصيل الزراعية الكثيرة، الأمر الذي جعلها منطقة زراعية مهمة، بالإضافة إلى تميزها بالتربة الخصبة، تعد مملكة فطاني من أكثر المناطق في تايلاند التي يوجد فيها الديانة الإسلامية، وينتشر في تايلاند الشعب الفطاني والذين كانت تجلبهم تايلاند إلى أراضيها أثناء غزواتها وتتخذهم أسرى لها.

دخل الإسلام إلى تايلاند بوقت مبكر والذي قدم إليها من الجزيرة العربية ومن ثم انتشر في جنوب الهند وأخذ الانتشار حتى وصل إلى جزيرة ملايو وخلال القرن الخامس ميلادي كان منتشر في جميع أراضيها، ومع بداية القرن الخامس عشر ميلادي تم تأسيس دولة إسلامية في منطقة فطاني وكان سكانها ملتزمون بالدين الإسلامي وبجميع عاداته وتقاليده.

بدأت مملكة فطاني بالتوسع وخاصة بعد اعتناق السلطان إسماعيل الإسلام والذي أخذ بتوسعة أراضي المملكة وخلال حكم السلطانة راجا بيرو أخذت مملكة فطاني بالتوسع وأصبحت دولة عظمى قوية وخلال تلك الفترة شملت أراضيها المناطق الجنوبية في تايلاند وجزء من أراضي ماليزيا وكانت علاقة مملكة فطاني مع مملكة تايلاند في تلك الفترة جيدة ومن ثم بدأت بعد ذلك الصراعات بين المملكتين وبدأت الحروب بينهم وقد نتج عن تلك الصراعات سيطرة تايلاند على مملكة فطاني ووضعها تحت حكمها.

في عام تم توقيع اتفاقية بين مملكة تايلاند وبريطانيا والتي تم الاتفاق من خلال تلك المعاهدة التنازل عن ثلاثة مقاطعات من مملكة فطاني لصالح ماليزيا والتي كانت حينها تحت الحكم البريطاني وضم باقي المقاطعات إلى مملكة تايلاند وقد أدت تلك العملية إلى إنهاء وجود مملكة فطاني.

في عام 1603 ميلادي بدأت مملكة تايلاند القيام بعدة محاولات من أجل السيطرة على مملكة فطاني، إلا أنّ المسلمين في مملكة فطاني تمكنوا من التصدي لهم، فكانت القوة الإسلامية في المملكة خلال تلك الفترة قوية وتمكنت من التصدي للهجوم البوذي في تايلاند وكانت الحكومة التايلاندية تقوم بعدة محاولات من أجل عملية السيطرة على المملكة، في عام 1786 ميلادي تمكنت مملكة تايلاند من السيطرة على مملكة فطاني وبدأ شعب فطاني بدفع الضرائب لمملكة فطاني.

بعد السيطرة التايلاندية على المملكة بدأت أعمال التمرد والثورات في فطاني ضد الاستعمار التايلاندي، وفي عام 1822 ميلادي بدأت أول ثورة في مملكة فطاني، إلا أنّ القوات التايلاندية تمكنت من قمع تلك التمردات، وبدأت تايلاند بإرسال شعبها البوذي إلى أراضي مملكة فطاني المسلمة والذين بدأوا في أعمال التخريب والدمار في بلاد المسلمين وقاموا بقتل أعداد كبيرة من سكان المملكة، كما قاموا بهدم المساجد واغتصاب النساء، كما قامت تايلاند بأخذ شعب فطاني إلى الأراضي التايلاندية للعمل في نظام السخرة والمشاركة في الحروب التايلاندية.

نتيجة لعملية التهجير التي كانت تقوم بها تايلاند بحق الشعب الفطاني، أصبح معظم سكان مدينة بانكوك التايلاندية من الشعب الفطاني والذين كان معظمهم من الأسرى الذين كانت تحملهم الجيوش التايلاندية أثناء غزواتها على مملكة فطاني، ومنذ ذلك الوقت استمرت التمردات الفطانية ضد تايلاند، في عام 1902 ميلادي أعلنت تايلاند عن أنّ مملكة فطاني جزء من أراضيها وأنّها تابعة لها في الحكم، كما قامت بإلغاء حكم حكام مملكة فطاني.

في عام 1909 ميلادي قامت تايلاند بتوقيع الاتفاقية مع بريطانيا واتفقت كلا الدولتين بأنّ مملكة فطاين لا سيادة لها إلا في ظل حكم تايلاند، وافقت بريطانيا على الطلب التايلاندي وخاصة بأنّ الإنجليز كانوا في تلك الفترة يسيطرون على ماليزيا ولم تكن بريطانيا تريد خوض حرب مع تايلاند، في عام 1948 ميلادي بدأت الحركات السلمية في فطاني للحصول على الاستقلال والتخلص من الحكم البوذي التايلاندي، وتم تأسيس عدد من الحركات الشبابية التي تطالب بالتحرر والحصول على الاستقلال.

 توافق تايلاند على تلك التحركات وكانت تقوم باعتقال قادة تلك الحركات، كما كانت تايلاند تقوم بقتل جماعي للمسلمين أثناء تواجدهم في المساجد ولا زالت الحكومة التايلاندية تمارس طقوس العنف ضد الشعب الفطاني المتواجد على أراضيها وتمنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية.


شارك المقالة: