كيف مارس الإنكشاريون حياتهم؟
كانت فيلق الانكشاريّة مُميزًا في الكثير من الأشياء، حيث كانوا يرتدون زيًا فريدًا من نوعه ويتقاضون رواتب مُنتظمة (بما في ذلك المكافآت) مقابل خدمتهم، وتعلموا العزف على الأدوات الموسيقية (الميهتر)، وعاشوا في الثكنات وكانوا أول جيش يستخدم الأسلحة الناريّة على نطاق واسع.
كانت الكتيبة الإنكشاريّة عبارة عن مجتمع مُتماسك، وبشكل فعلي أسرة الجندي، حسب التقاليد، قام السلطان نفسه، بعد التصريح بدفع مبالغ إلى الإنكشاريين، بزيارة الثكنات التي هي بيت الجندي الإنكشاري، وكانوا يتلقون رواتبهم إلى جانب رجال آخرين من الفرقة الأولى(قسم معروف من الجيش).
كما عملوا كرجال شرطة وحراس قصر ورجال إطفاء في أوقات السلم، تمتعت الإنكشاريّة أيضًا بدعم أفضل بكثير في الحملة من الجيوش الأخرى في ذلك الوقت، كانوا جزءًا من آلة عسكريّة منظمة جيدًا، قام فيها أحد فرق الدعم بإعداد الطرق بينما نصب آخرون الخيام وخبزوا الخبز.
تمّ نقل أسلحتهم وذخائرهم وإعادة توريدها من قبل فيلق سيبيسي، قاموا بحملة مع فرقهم الطبية من الجراحين المسلمين واليهود وتمّ نقل المرضى والمصابين إلى مُستشفيات مُتنقلة مكرسة تمّ إنشاؤها خلف الخطوط.
جعلت هذه الاختلافات، إلى جانب سجل حرب مثير للإعجاب، الإنكشاريين موضوع اهتمام ودراسة من قبل الأجانب خلال أوقاتهم الخاصة، على الرغم من أنّ مفهوم الجيش الحديث أدرج في نهاية المطاف وتجاوز معظم الفروق بين الإنكشاريّة وتمّ حل الفيلق في نهاية المطاف، إلاّ أنّ صورة الإنكشاريّة ظلت واحدة من رموز العثمانيين في النفس الغربيّة.
بحلول منتصف القرن الثامن عشر، كانوا قد بدأوا في العديد من المهن واكتسبوا الحق في الزواج وتسجيل أطفالهم في السلك، واستمر عدد قليل جدًا منهم في العيش في الثكنات، أصبح العديد منهم إداريين وعلماء، تلقى الإنكشاريّون المتقاعدون أو الذين تمّ تسريحهم معاشات تقاعدية، وتم أيضًا رعاية أطفالهم.