اقرأ في هذا المقال
- مناقشة عامة لنظريات التنظيم في علم الاجتماع
- التميز في التراث التنظيمي عند نيكوس موزليس في علم الاجتماع
مناقشة عامة لنظريات التنظيم في علم الاجتماع:
ظهرت محاولة حديثة لتحليل النظريات السوسيولوجية في هذا المجال، مع تقييمها تقييماً موضوعياً، قام بها نيكوس موزليس، في دراسة له بعنوان التنظيم والبيروقراطية تحليل النظريات الحديثة، وقد استطاع هذا الباحث أن يميز بين خطين أساسيين في التراث التنظيم.
التميز في التراث التنظيمي عند نيكوس موزليس في علم الاجتماع:
ا- يمثله بعض الكتاب الكلاسيكيين مثل كارل ماركس وماكس فيبر، وروبرت ميكلز، الذين حاولوا معالجة قضية التنظيم من خلال منظور واسع، فقد حاولوا الكشف عن أثر التنظيمات البيروقراطية المتسعة النطاق، على بناء القوة للمجتمع الحديث.
وقد أصبحت هذه الدراسات خاصة النموذج المثالي عند فيبر، هي نقطة الانطلاق لدى الدراسات اللاحقة التي تعرضت لهذا الموضوع بالدراسة والتحليل، غير أن الدراسات اللاحقة حاولت تضييق مجال الدراسة من ناحية كما حاولوا استخدام أسلوب الإمبيريقية لتنظيمات محددة، حتى تكون نتائج أبحاثهم أكثر تحديداًً ودقة وتعمقاً.
2- ويمثله العديد من الدارسين مثل أنصار حركة الإدارة العلمية التي تبناها المهندس تايلور، وهنا لم يعد المجتمع ككل هو وحدة التحليل السوسيولوجي أو التنظيمي، وإنما أصبحت هذه الوحدة هي الفرد أو أعضاء التنظيمات، فقد نظر أنصار هذه الحركة إلى الفرد، على أنه وحدة مستقلة منعزلة يمكن ترشيد نشاطه وتقنين حركاته تحقيقاً ﻷعلى إنتاجية ممكنة.
ولكن مع الاستعانة بالعلوم الاجتماعية أو السلوكية في مجال دراسة التنظيمات أو دراسة السلوك والعلاقات التنظيمية، أخذت حركة الإدارة العلمية والاتجاه الكلاسيكي يتخلى عن طابعه الصوري المجرد، ليفسح المجال أمام المداخل الإمبيريقية والسيكو اجتماعية.
يضاف إلى مدخل العلاقات الإنسانية الذي ظهر كرد فعل لتطرف حركة الإدارة العلمية والاستعانة بنتائج العلوم الاجتماعية، فقد ظهر مدخل آخر يحاول دراسة تأثير بناء التنظيم على الجوانب المختلفة للسلوك الفردي، وهو ما يطلق عليه مدخل القرار.
وقد حاول ماركس وفيبر وميكلز تقديم مجموعة من الحلول لمواجهة المشكلات الكبرى التي خلقتها الحضارة الصناعية والتنظيمية داخل المجتمع الحديث، ولم تحتل مشكلة البيروقراطية مكانة كبرى في النظرية الماركسية أو النقد الماركسي للمجتمع الصناعي.
فمشكلة البيروقراطية وما ينجم عنها من شعور بالاغتراب لدى العمال المأجورين، ليست سوى جانب من جوانب المشكلة الأكثر خطورة وتعقيداً والتي تتمثل في سيطرة الطبقة الرأسمالية على المقدرات الاقتصادية والسياسية للمجتمع واستغلالها للطبقة العاملة الكادحة.
وانطلاقاً من هذا التحليل فإن مواجهة مشكلة البيروقراطية والاغتراب، لن تتحقق سوى بمواجهة مشكلة التسلط الطبقي والاستغلال الاجتماعي والاقتصادي، وهذا يتطلب القضاء على المجتمع الرأسمالي والتحول نحو الاشتراكية حيث يتحقق للإنسان الحرية ﻷول مرة في التاريخ.