مناهج البحث التقليدية في علم الاجتماع السياسي

اقرأ في هذا المقال


مناهج البحث التقليدية في علم الاجتماع السياسي:

1- المنهج الفلسفي أو المعياري:

ارتبطت العلوم السياسية في الماضي، وخاصة قبل منتصف القرن العشرين، بالمناهج القانونية والفلسفية المجرة، لذلك وجهت إليها الانتقادات الشديدة، ما جعل الكثير من علماء السياسة المعاصرين من أمثال، ديفيد استون يؤكد على ضرورة تبني مناهج أكثر علمية وواقعية، حيث اعتمد على المناهج السوسيولوجية الوظيفية ذات الطابع التحليلي، أو ما اسماه بمدخل تحليل النظم السياسية، وذلك في محاولة منه لوضع نظرية سياسية تكون أكثر واقعية امبيريقية، إلا أن ذلك لا ينفي سيطرة المنهج الفلسفي أو المعياري على تحليلات الكثير من علماء السياسة والمفكرين لفترات طويلة.

ويعالج المنهج الفلسفي الظواهر السياسية من زاوية فلسفية لها خصوصية، فقد تناول أفلاطون على سبيل المثال، الدولة من وجهة نظر العدالة، وتناولها أرسطو من ناحية أنها تحقق مبدأ الخير، وعلى الرغم من أن هذا المنهج قل الاعتماد عليه بعد منتصف القرن العشرين، إلا أن الأبحاث الفلسفية ما زالت لها مكانة بارزة في مجال العلوم السياسية.

2- المنهج التاريخي:

يقصد بالمنهج التاريخي الوصول إلى القواعد والأسس العامة من خلال البحث في أحداث التاريخ السالفة، وتفسير الوقائع المتعلقة بالمشكلات البشرية والقوى الاجتماعية التي كوّنت الحاضر، ويعد هذا المنهج من أهم المناهج السائدة في العلوم الاجتماعية، خاصة وأنه يعد بديلاً عن المنهج التجريبي بالنسبة لعلم الاجتماع السياسي، حيث له من الصعوبة بمكان دراسة الظواهر السياسية عن طريق إجراء التجارب العملية، لذلك فإنه بالإمكان النظر إلى التاريخ على أنه مجموعة من التجارب الطبيعية التي يمكن الاعتماد عليها، رغم ما ينقصها من عناصر، مثل الضبط والتحكم وإمكانية إعادتها مرة أخرى.

فالباحث عندما يرجع إلى الأحداث التاريخية إنما يسعى إلى محاولة تعيين الظروف التي كانت تشمل بجماعة من الجماعات أو بظاهرة من الظواهر منذ تكوينها حتى يتمكن من معرفة طبيعتها والقوانين التي تستجيب لها، كما أن الظاهرة السياسية، شأنها شأن الظواهر الاجتماعية الأخرى، هي محصلة لمجموعة متعددة من العوامل التي تفاعلت مع مرور الزمن لتعطيها صورتها التي تظهر بها في وضعها الراهن، أي أنه توجد هناك علاقة بين الماضي والحاضر، وبالتالي فإن دراسة الماضي تساعد على التعرف على الحاضر، لذلك فقد اهتم الدارسون للظواهر الاجتماعية والسياسية بالمنهج التاريخي لمعرفة طبيعة وقوانين تلك الظواهر ومدى تأثيرها على بقية مكونات الحياة الاجتماعية بصفة عامة.

3- المنهج المقارن:

استدعى الوصول إلى المعرفة المنظمة أو العلمية استخدام العديد من الأساليب التي من بينها المنهج المقارن، وذلك منذ زمن طويل يرجع إلى عصر ازدهار الفكر اليوناني القديم، وتكمن أهمية المقارنة في أنها ضرورية لاستكمال إجراء أي نوع من الدراسات، وذلك ﻷنها تساعد على معرفة العناصر الثابتة والمتغيرة في الظاهرة المدروسة.


شارك المقالة: