منهج دراسة الحالة في البحث الاجتماعي في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


تعريف منهج دراسة الحالة في البحث الاجتماعي:

هو طريقة لدراسة الظواهر الاجتماعية من خلال التحليل المتعمق لحالة فردية، قد تكون شخصاً أو جماعة أو حقبة تاريخية أو عملية ما أو مجتمعاً محلياً، أو مجتمعاً كبيراً أو أي وحدة أخرى في الحياة الاجتماعية، ويقوم هذا المنهج على افتراض أنّ الحالة المدروسة يمكن أن تتخذ نموذجاً لحالات أخرى مشابهة، أو من نفس النمط، ولذلك فمن الممكن عن طريق التحليل المتعمق أن نتوصل إلى تعميمات قابلة للتطبيق على حالات أخرى تندرج تحت نفس النموذج.

ويمثل هذا المنهج أسلوباً معيناً في التحليل أكثر من كونه مجموعة من الإجراءات المستخدمة في البحث، ويعزى استخدام هذه الطريقة في البداية إلى علماء التاريخ، حينما اهتموا بتقديم دراسات وصفية عن الشعوب والأمم، تبعتها بحوث تفصيلية عن جماعات أصغر وقبائل وحالات فردية، ويرجع بعض المشتغلين بمناهج البحث الاجتماعي شيوع استخدام هذا المنهج في السنوات الماضية إلى ظهور نظرية الجشطالت التي لفتت النظر إلى ضرورة الاهتمام بالموقف الكلي الذي يتفاعل فيه الكائن الحي باعتباره جزء من الموقف، لا ينفصل عنه إلّا بقصد التحليل فقط، وبذا أصبح الاهتمام بالنظر إلى الجزيئات من حيث علاقتها بالكل الذي يحتويها.

استخدامات منهج دراسة حالة في علم الاجتماع:

وعلى أيّ حال فإنّ منهج دراسة الحالة يمكن أن يستخدم في الظروف الآتية:

1- حينما يحاول الباحث أن يدرس المواقف المتنوعة دراسة تفصيلية في مجالها الاجتماعي، وبيئتها الثقافية بما تحتوي الثقافة من عادات وتقاليد وقيم وآراء وأفكار واتجاهات سائدة.

2- حينما يريد الباحث أن يدرس التاريخ التطوري لشيء أو شخص أو موقف.

3- حينما يحاول الباحث أن يتوصل إلى إدراك حقيقة الحياة الداخلية لفرد ما بدراسة احتياجاته الاجتماعية واهتماماته ودوافعه، على أن ينظر إلى الفرد بكونه عضواً في الجماعة التي يعيش فيها، ويتفاعل معها في إطار ثقافتها الكلية.

4- حينما يريد الباحث أن يحصل على وقائع متعلقة بمجموعة الظروف المحيطة بموقف اجتماعي، أو في التوصل إلى معرفة العوامل المتشابكة التي يمكن استخدامها في وصف وتحليل العمليات الاجتماعية التي تقوم بين الأفراد نتيجة لحدوث التفاعل بينهم كالتعاون والتوافق والتكيف.

كذلك يستعين الباحث في هذا المنهج بعدة وسائل لجمع البيانات أهمها الملاحظة والمقابلة والوثائق الشخصية، الإحصاءات الرسمية والخرائط والرسوم المختلفة، وملاحظات كبار السن.


شارك المقالة: