من هم الفئات الأكثر اقتناع بالخرافة؟
تنتشر أنواع متعددة من الخرافة بين فئات المجتمع المختلفة من أطفال ونساء ورجال، وهذه الخرافات تطال جميع جوانب حياة الأفراد كالحب والزواج وتكوين الأسرة والنجاح والفشل، ومن المستهجن أن نجد هناك عددًا لا بأس به من الأشخاص يؤمنون بوجود أشياء ومخلوقات لا يمكن للعقل البشري فهمها ويقف عاجزًا عن تأويل ما يحدث لهم.
وفي الواقع إن الفرد حين يعجز عن تفسير الظواهر أو حل المعضلات التي تتصدى له في حياته اليومية حلاَ علمياً وموضوعياً، يلجأ إلى الخرافة، وبالنتيجة فإن مثل هذا التفسير مع خرافيته فإنَه يجعل الإنسان مرتاحًا، كما أنه يقلل من حالة التوتر لديه، وحين يعجز عن تأويل ظواهر الموت والسقم والكوارث والفقر وما إلى ذلك، مما يعترض حياته اليومية، فإنه كإنسان مغلوب على أمره، يجد أمله في الصورة الخيّرة ورموزها الخرافية.
أيهما أكثر اعتقادًا بالخرافة الذكر أم الأنثى؟
نظرًا لوجود التقارب الفكري والثقافي والتعليمي بين الجنسين في مجتمعاتنا في هذا العصر، فغالبًا ما يتساوى أفراد الجنسين في تأثرهم بالكثير من الخرافات، فكلاهما يعيش واقعًا متشابهًا ويتعرضان لنفس المؤثرات الثقافية، وكلاهما يمارس نفس الأنشطة تقريباً.
يقع التفاوت بين الجنسين في الاعتقاد بتأثير الخرافة في أمور دون أمور أخرى، فقد نجد الإناث أكثر اعتقاداً من الذكور في أمور، كاعتبار الضحك بكثرة فألًا سيئًا وإنذار شؤم لحدوث أمر سيء، لا ننسى الاعتقاد في الفأل والمخاواة مع الجن والشياطين، ومن الخرافات أن دخول الرجل حليق الذقن على زوجته يصيبها بالعقم. وقد ترجع هذه الفروق إلى ارتباط أمور الجن والعقم بالمرأة أكثر من ارتباطهما بالرجل.
لوحظ أن إيمان الذكور بالأرواح والشياطين والخرافات والحظ قليل، هذا بالنسبة لمفردات الخرافة، كل خرافة على حدة، وبشكل عام مِن الفرق بين الجنسين نجد من الواضح أن الإناث أكثر اعتقادًا بالخرافة من الذكور، وذلك في ضوء الدراسات التي بينت أن الذكور في بعض المجالات أقل اعتقادًا بالخرافة من الإناث في بعض المجالات، كما كشفت الدراسات أن النزعات الخرافية تنخفض لدى المتفوقين في الدراسة والذين يحصلون على درجات علمية عالية في المواد، وبالنسبة إلى الفارق الذي يعود إلى السن فلا يصل إلى حد الدلالة بأن إيمان الفرد بالخرافة لا يتأثر مع مرور الزمن أو نضوج الفرد.