قبائل القوط:
قبائل القوط: هم أحد القبائل الجرمانية التي اسكندنافيا، وبدأت تلك القبائل بالتنقل إلى حتى وصلوا إلى جنوب وشرق أوروبا، وكانت هناك عدة خلافات عند قدوم القوط إلى أوروبا وإقامتهم في أراضيها، حتى تم تقسيمهم إلى قوط شرقيون قوط غربيون.
تاريخ قبائل القوط:
بدأت هجرات قبائل القوط بالهجرة مع بداية القرن الأول قبل الميلاد، وكانت أول إقامتهم في أراضي بولندا، ومن ثم بدأت باقي القبائل بالانضمام إليهم، ومع بداية القرن الثالث ميلادي قامت قبائل القوط بتقسيم نفسها إلى قسمين، وهم القوط الغربيين والشرقيين، وعند تأسيس مملكة لهم قاموا باتخاذ الديانة المسيحية ديانة لهم، وكانت مملكة القوط الغربيين متأثرة بشكل كبير بالثقافة الرومانية، وقام القوط الغربيين بتأسيس مملكة لهم في أراضي مملكة داقية.
قبائل القوط الشرقيون:
تعتبر قبائل القوط الشرقية من أهم القبائل الجرمانية التي سكنت في أوروبا والتي كان لها تأثير كبير في الإمبراطورية الرومانية، وقامت تلك القبائل في بولندا والدنمارك، ومن ثم قامت بالاستقرار في أراضي كرواتيا واتخذوا من مدنها عاصمة لهم، وعُرفت قبائل القوط بالقوة والشجاعة، فكانوا ينتصرون في المعارك التي يخوضونها؛ ممّا جعل لهم مكانة بين القبائل ودفع تلك القبائل إلى الانضمام لهم، وكانوا يقومون عندما يخوضون لمعارك بتقديم الضحايا قرباناً للآلهة، وذلك حسب اعتقادهم سوف تزيد قوتهم.
عندما تمت عملية تقسيم القوط إلى قسمين، كان أصل القوط الشرقيين يعود إلى مملكة داقية، ثم أخذوا بالتوسع حتى تمكنوا من الوصول إلى مولدوفا وخاضوا الكثير من الحروب في سبيل توسعة أراضيهم، وقاموا فيما بعد بالتحالف مع الإمبراطورية الرومانية وشاركوا معها في الحروب، وتمكنوا خلال الحروب من السيطرة على شبه جزيرة البلقان، وكانت إمبراطورية الهون في ذلك التاريخ تحاول السيطرة وفرض سيطرتها، وخاضت حرباً ضد القوط، وتمكن القوط الشرقيين من هزيمتها وإيقاف سيطرتها.
عند تأسيس القوط الشرقيين لمملكة لهم تم تتويج الملك “ثيودوريك العظيم” ملكاً لهم، وقد عرف عنه بالقوة والشجاعة وتمكن من قيادة القوط الشرقيين إلى النصر في الكثير من المعارك، وتمكن حروبه من توسعة أراضي مملكة القوط الشرقيين، حتى أنّها أصبحت تشمل إيطاليا وشبه جزيرة البلقان، كما أنه اتبع سياسة تحسين العلاقات بين مع إمبراطورية الفرنجة وتمكن من إعادة توحيد أراضي مملكة القوط الغربيين تحت حكمه، لتصبح من مملكة القوط من أقوى الممالك في عهد الملك “ثيودوريك العظيم”.
على الرغم من قيام الملك “ثيودوريك العظيم” توحيد مملكة القوط تحت حكمه، لكن عملية التوحيد لم تدم طويلاً، فعند وفاته عادت عملية انقسام القوط شرقيين وغربيين مرةً أخرى، فلم يتمكن القوطيون من إعادة السيطرة، أدت عملية التقسيم إلى تشجيع الإمبراطورية البيزنطية على غزو مملكة القوط الشرقيين وضمها إلى أراضيها، فقد كانت الإمبراطورية الرومانية في تلك الفترة تعاني من الانقسام أيضاً.
قبائل القوط الغربيون:
قام قبائل القوط الغربيين بتشكيل مملكة لهم والتي تم إقامتها في فرنسا، خلال فترة تأسيسها للمملكة كانت الإمبراطورية الرومانية تعاني من الانهيار، الأمر الذي ساعدهم على فرض قوتهم وسيطرتهم على أوروبا، ليصبحوا من أقوى الممالك في أوروبا، وقاموا بتوسيع مملكته حتى شملت أراضي شبه جزيرة أيبيريا.
كان أول قدوم للقوط الغربيين في أوروبا عندما قاموا بغزو الإمبراطورية الرومانية وتمكنوا من السيطرة على شبه جزيرة البلقان، وتمكنوا خلال بداية غزواتهم من السيطرة على سلوفينيا وإيطاليا، حتى أصبحوا من أقوى الشعوب، لم تدم فترة سيطرة القوط الغربيين لفترة طويلة، حيث بدأت قوتهم بالانهيار؛ وذلك بسبب شن الرومان الكثير من الغارات عليه؛ ممّا أدى إلى ضعفهم، وعلى الرغم من ضعفهم، إلا أنهم بقي لهم وجود في المنطقة وتمكنوا من إعادة التصدي للهجوم الروماني.
قام القوط الغربيين بالإقامة في مملكة داقية وخلال تلك الفترة قام القوط الغربيين الطلب من الإمبراطورية الرومانية الإقامة حول نهر الدانوب؛ وذلك من أجل الاحتماء من هجوم إمبراطورية الهون، وافقت الإمبراطورية الرومانية على إقامتهم، ولكن مقابل قام القوط الغربيين بإرسال جنودها للمشاركة في حروب الإمبراطورية الرومانية، وافق القوط الغربيين على الطلب الروماني، وعانوا في لك الفترة من المجاعات والفقر؛ ممّا أدى إلى غضبهم وحقدهم على الإمبراطورية الرومانية لتعود الصراعات من جديد.
اشتد الصراع بين القوط الغربيين والإمبراطورية الرومانية، حتى تمكن القوط من إعادة فرض سيطرتهم على إيطاليا ومن ثم تمكنوا من الوصول إلى روما وسيطروا عليها، ويعتبر سقوط روما هو سقوط الإمبراطورية الرومانية؛ ممّا دفع الرومان إلى عقد صلح مع القوط الغربيين والتنازل عن شبه جزيرة أيبيريا، وتمكن القوط الغربيين في النهاية من الاستقرار في فرنسا، وتم سقوط مملكة القوط الغربيين أثناء فترة الفتح الإسلامي.