هناك مجموعة من التعاريف لكبار السِنّ والشيخوخة والمُسِنّون، ويمكننا تعريف الشيخوخة من جوانب ثلاثة وهي: الجوانب البيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية.
التعريف البيولوجي للشيخوخة
هو نمط شائع من الاضمحلال الجسمي في البناء والوظيفة يحدث بتقدّم السِنّ لدى كلّ كائن حيّ بعد اكتمال النضج، وهذه التَّغيُّرات الاضمحلالية المُسايرة لتقدُّم السِنّ تعتري كلّ الأجهزة الفسيولوجية والعضوية الحركية والدورية والهضمية والبولية والتناسلية والغُددية والعصبية والفكرية، وعن التَّعريف السيكولوجي للشيخوخة، فهي الحالة التي يستطيع فيها من يتقدَّم في السِنّ أن يتوافق بطريقة ناجحة باعتبار أنَّ التوافق الذَّاتي هو التَّغيُّر في السلوك من أجل التوافق بنجاح مع تغيُّر الموقف الاجتماعي.
التعريف الاجتماعي للشيخوخة
هي حالة من هجر العلاقات والأدوار الاجتماعية التي تطابق مرحلة الرُّشد التي فيها قبول العلاقات والأدوار الاجتماعية التي تطابق السنوات المُتأخرة من مرحلة الرُّشد.
وهناك جوانب أخرى للشيخوخة، فيرى الدكتور عبد الفتاح عثمان الشيخوخة من المنظور النَّفسي كما حدّدها كابو وهي: حالة من قصور الإمكانيات الذاتية لتحقيق التوافق النفسي وعجز نسبيٍّ في قدرات الشخص على مواجهة ضغوط الحياة أو الوفاء بمُتطلّبات التَّكيُّف مع الآخرين.
التعريف السوسيولوجي للشيخوخة
هي ظاهرة اجتماعية نبعت من الجماعة فهي التي أطلقتها بمواصفات معينة على فئات عَجَزَت عن أداء أدوارهم الاجتماعية.
وهناك منظور تكاملي أُخذت منهُ العلوم الاجتماعية، وتعرَّفُ الشيخوخة بأنها ظاهرة فردية اجتماعية لها احتياجاتها الخاصة وتتطلّب أساليب مميّزة لمساعدتها لنواحي القصور الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي بما يتناسبُ مع المواقف الاجتماعية الخاصَّة وأهداف المؤسَّسة.
تعريف المسن
يُقصد بمصطلح المُسِنّ: كلّ مَن تجاوز الخامسة والستون من العمر، ومَن تقاعد عن العمل للشَّيخوخة، ومن تدهورت حالته الصحيّة والعقليّة العامّة.
كبار السن: رحلة حياة ذات تجارب ثرية وإسهامات قيمة
تُعتبر فترة الشيخوخة مرحلة طبيعية وحيوية في مسار حياة الإنسان. يشكل كبار السن الشريحة العمرية التي تتراوح أعمارهم عادةً من 60 عامًا فما فوق، وهم يمثلون جزءًا هامًا من التركيبة الاجتماعية والثقافية في مجتمعاتنا.
مفهوم كبار السن: يتفق العديد من الباحثين والمؤرخين على أن كبار السن هم الأفراد الذين تجاوزوا ستين عامًا من العمر. ومع أن هذه الفترة قد تختلف بين ثقافات مختلفة، فإن مفهوم كبار السن يرتبط بفترة متأخرة في حياة الإنسان تتميز بالتجارب والحكمة.
التحديات التي قد يواجهها كبار السن: يمر كبار السن بتحديات متنوعة قد تشمل القضايا الصحية مثل الأمراض المزمنة وضعف الحواس، وتحديات اجتماعية مثل الانعزال وفقدان الأحباء، وأحياناً تحديات مالية واقتصادية. يتطلب التعامل مع هذه التحديات توفير الدعم والرعاية الملائمة.
المساهمات الثقافية والاجتماعية: يُظهر كبار السن أيضًا مساهمات ثرية وقيمة في مجتمعاتهم. يمتلكون تاريخًا حافلًا وتجارب تشكل ثروة من المعرفة والحكمة. يمكن أن يكون لديهم دور في نقل التراث الثقافي والقيم إلى الأجيال الصاعدة.
الأهمية الاقتصادية: يسهم دور كبار السن في الاقتصاد بعدة طرق، سواء كانوا يعملون بشكل نشط في سوق العمل أو من خلال الإنفاق الاستهلاكي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد الأكبر سنًا أن يكونوا مصدرًا للإلهام والتوجيه للأجيال الأصغر.
أهمية تشجيع التفاعل الاجتماعي: يلعب التفاعل الاجتماعي دورًا هامًا في صحة وسعادة كبار السن. يمكن أن يساهم الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والمشاركة في المجتمع في تعزيز الرفاهية العامة وتحسين الصحة النفسية.
تحقيق التوازن بين الاحترام والدعم: يتطلب التفاعل مع كبار السن تحقيق توازن بين احترام استقلاليتهم وتقديم الدعم اللازم عند الحاجة. يسهم ذلك في تحسين جودة حياتهم وتعزيز إحساسهم بالكرامة والاستقلال.
الاستنتاج: يجب أن يُنظر إلى كبار السن باعتبارهم أعضاء لا غنى عنهم في المجتمع. يمتلكون خبرات ثرية وإسهامات قيّمة، ويستحقون الاحترام والدعم ليعيشوا حياة كريمة ومستدامة.