ألب ارسلان هو أبو شجاع محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني، وُلد في (15 ديسمبر 1029) في الاسرة السلجوقية التي تعود إلى جذورها إلى قبيلة من قبائل الغز التركيّة والتي كان يقودها الزعيم “سلجوق” في القرن الرابع الهجري وهو أقوى قادة المسلمين، وهو رابع حُكّام الأتراك السلاجقة أُطلق عليه لقب، سلطان العالم أو الملك العادل.
لم يكُن نظام الحكم وراثي عند السلاجقة، فبعد وفاة عم ألب أرسلان طغرل بك، لم يكن طغرل بك عنده أولاد ( طغرل بك هو المؤسس الحقيقي لدولة السلاجقة) نازعه على العرش عمه وأخوه وأبناء عمومته، ولكنّه أثبت جدارته وقدرته واستطاع أنّ يحكم بعد عمه، وكان يبلغ من العمر (33) عامًا، ولقد استمر سبع سنوات يتفقَّد أجزاء دولته المترامية الأطراف، وأراد السيطرة الداخليّة على دولته قبل قيامه بالتوسُّع الخارجي، امتدت دولته في مناطق واسعة الأرجاء تمتد من سهول تركستان إلى ضفاف دجلة.
إنجازات ألب ارسلان:
وسّع ألب أرسلان بشكل كبير أراضي السلاجقة وعزز السلطة، وهزم المنافسين إلى جنوبه وشمال غربه. وكان انتصاره على البيزنطيين في معركة مانزكرت عام (1071) إيذانا بالاستيطان التركي في الأناضول، ومن أجل براعته العسكرية ومهاراته القتالية، حصل على اسم Alp Arslan، الذي يعني “الأسد البطولي” باللغة التركية.
يُعتبر ألب أرسلان من أفضل الحكام المسلمين، حيث انتصر في معركة ملاذكرد 463 ھ على البيزنطيين وهذه المعركة تُعتبر من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي ومن المعارك التي غيرت مجرى التاريخ، واتصف ألب ارسلان بالكثير من الصفات الحميدة فكان رحيمًا برعيته، وحسن الأخلاق فاجتمع الناس على حبه وحكمه، ومعطاء لقومه ولم يُطبق نظام الجباية في أثناء حكمه.
قبل أن يتولى الخلافة، وبعد وفاة والده كان يحكُم خراسان وما وراء النهر، وكان يقف إلى جانبه وزيره أبو علي حسن بن علي بن إسحاق الطوسي، المشهور بـنظام المُلك، تمكّن ألب أرسلان أنّ يفتح أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى وأرمينيا وجورجيا.
زوجات الب ارسلان:
ألب أرسلان كان ابن شاغري وابن شقيق توغريل، السلاطين المؤسسين لإمبراطوريّة السلاجقة، كان جده ميكائيل، الذي كان بدوره ابن أمير الحرب السلجوقي. كان والدًا للعديد من الأطفال، بما في ذلك ملك شاه الأول وتوتوش الأول، من غير الواضح من كانت أمه أو أم أطفاله، من المعروف أنّ أرسلان متزوج مرتين على الأقل، شملت زوجاته أرملة عمه توغريل، أميرة كارا-خانيد المعروفة باسم أكا خاتون، وابنة أخت باجرات الرابعة من جورجيا (التي ستتزوج فيما بعد وزيره نظام الملك).
وفاة الب ارسلان:
توفِّي السلطان ألب أرسلان العاشر من ربيع الأول عام 465هـ وهو في سن 43، فبعد هذه المعركة بعام قام أحد المعارضين واسمه يوسف الخوارزمي بطعنه فتوفي، ودُفن في مدينة مرو بجوار قبر أبيه فخلفه ابنه ملكشاه، وعهِد بالولاية لابنه ملكشاه من بعده، مع مساعدة وزيره الأشهر نظام المُلك، تمكن ملكشاه أن يجلس على العرش على الرّغم من الكثير من الصعوبات والتمرد الذي واجهه من إخوته وأعمامه، واستطاع توحيد الدولة السلجوقيّة.