عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع العلاء بن الحضرمي فأوصاه بي خيراً فلما فصلنا قال لي: رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني بك خيراً فانظر ماذا تحب؟ قال: قلت: تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بآمين.
من هو العلاء بن الحضرمي؟
هو العلاء بن عبد الله الحضرمي، سكن والده في مكة المكرّمة وقام بمحالفة حرب بن أمية والد أبي سفيان، كان لدى العلاء بن الحضرمي العديد من الأخوة منهم عمرو بن عبد الله الحضرمي، الذي كان مشرك وقتل في معركة بدر والذي يسببه كانت الغزوة، دخل العلاء بن الحضرمي إلى الإسلام مبكراً وكان من كتّاب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
قام الرسول محمد بإرساله إلى أهل عُمان ليعلمهم شرائع الإسلام ويصدق أموالهم، ولاه رسول الله البحرين وثبته عليها أبا بكر الصديق، ويقال أنّ عمر ولاه البصرة فتوفي قبل أن يصل إليها، كان العلاء بن الحضرمي أول من قام بغزو بلاد فارس في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عام 17 هجري، خرج العلاء بم الحضرمي بجيوشه بحراً وخرجوا باصطخر، فقاتلهم قتالاً عنيفًا وانجلى القتال عن هزيمة أهل اصطخر.
كان يعتبر العلاء بن الحضرمي من أهم الصحابة والعلماء ومن مجيبي الدعوة، قام المزي صاحب تهذيب الكمال بذكره عن أبي هريرة أنه قال: لما بعث رسول الله العلاء بن الحضرمي إلى البحرين، تبعته فرأيت منه عجباً: انتهينا إلى شاطئ البحر فقال سموا الله وانقحموا فسمينا وانقحمنا فعبرنا فما بالماء إلا أسافل خفاف إبلنا فلما قفلنا صرنا معه بفلاة من الأرض وليس معنا ماء فشكونا إليه فصلى ركعتين ثم دعا، فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا ومات فدفناه في الرمل، فلمّا سرنا غير بعيد قلنا يجيء سبع فيأكله فرجعنا فلم نره.
أهم ملامح شخصية العلاء بن الحضرمي:
من أهم ملامح شخصية العلاء بن الحضرمي هو الجانب القيادي، حيث قام النبي صلى الله عليه وسلم بوضعه والياً والخلفاء الراشدين من بعده، كما أنّه قام بقيادة الكثير من الجيوش وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعثه إلى قادة القبائل ليدعوهم إلى الإسلام، بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي في رجب سنة تسع فأسلم المنذر.
عندما عاد العلاء قام بالمرور إلى اليمامة فقال له ثمامة بن آثال: أنت رسول محمد قال نعم قال لا تصل إليه أبداً فقال له عمه عامر مالك وللرجل قال فقال رسول الله اللهم اهد عامراً وأمكني من ثمامة فأسلم عامر وأسر ثمامة، أجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي فدعاه فقال: “إني وجدتك من عمال رسول الله الذين ولي فرأيت أن أوليك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاك، فعليك بتقوى الله”.
بعد ذلك قام العلاء بن الحضرمي بالخروج من المدينة المنورة ومعه 16 راكب، منهم فرات بن حيان العجلي، كتب أبو بكر الصديق كتاباً للعلاء بن الحضرمي أن يأخذ معه كل من مرّ به من المسلمين الى عدوهم، فسار العلاء فيمن تبعه منهم حتى نزل بحصن جواثا فقاتلهم فلم يفلت منهم أحد ثم أتى القطيف وبها جمع من العجم فقاتلهم فأصاب منهم طرفا وانهزموا فانضمت الأعاجم إلى الزارة فأتاهم العلاء، فنزل الخط على ساحل البحر فقاتلهم وحاصرهم إلى أن توفي أبو بكر رحمه الله.
عند ولاية عمر بن الخطاب طلب أهل الزارة الصلح فقام العلاء بمصالحتهم، ثم قام العلاء بن الحضرمي بالعبور الى أهل دارين، فقام بمقاتلتهم فحوى الذراري وقام بإرسال عرفجة بن هرثمة الى أسياف فارس، فكان أول من قام بفتح جزيرة بأرض فارس واتخذ فيها مسجداً، كان للعلاء بن الحضرمي رضي الله عنه تلاميذ أقوياء مثل، ابن العلاء بن الحضرمي الذي يعتبر من التابعين وحيان الذي يلقّب بالأعرج ويعد من الأتباع الكبار للعلاء.
أيضاً السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة وهو أحد صحابة رسول الله، روى العلاء بن الحضرمي عن رسول الله فقال: “يمكث المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثاًَ”، توفي العلاء بن الحضرمي سنة 14، البعض يقول أنّه تأخر إلى سنة 21 بنياس من أرض بني تميم.