قام عُمير بن سعد بمبايعة النبي محمد عندما كان غُلام، ولاه عمر بن الخطاب والياً على حمص، بقي عمير بن سعد في أواخر عمره يعيش في إحدى ضواحي المدينة المنورة حتى توفي بها في خلافة عمر بن الخطاب.
من هو عمير بن سعد الأنصاري؟
هو عمير بن سعد بن عبيد الأنصاري من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، والده هو الصحابي سعد الذي شهد معركة بدر مع الرسول محمد والمشاهد بعدها واستشهد في معركة القادسية، من مواقف حُبّ عمير بن سعد وغيرته على الإسلام وصدقه عندما أخبر النبي محمد عن زوج والدته الجُلاس بن سويد عندما قال عن النبي محمد: “إن كان محمداً صادقاً فيما يدعيه فنحن شرٌ حمير”.
فقام عُمير بن سعد بالذهاب إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأخبره، فبعث النبي على الجلاس فحلف الجلاس وكذب عُمير أمام الصحابة والنبي عليه السلام، عندها نزل الوحي على الرسول بالآيات الكريمة:(يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة).
فاعترف الجلاس وقال: “بل أتوب يا رسول الله بل أتوب”، فقام النبي محمد بالذهاب إلى عُمير فكان يبكي كثيراً من فرحه، فقام الرسول بمدّ يده إلى أذنه وقال: “وفت أذنك يا غلام ما سَمِعَت وصدَّقكَ ربُك”.
ولاية عمير بن سعد الحمص:
عندما تولّى عمر بن الخطاب الخلافة وبدأ باختيار الولاة والأمراء حسب الدستور الذي أعلنه في عبارته الشهيرة: “أريد رجلاً إذا كان في القوم وليس أميراً عليهم، وإذا كان فيهم وهو عليهم أمير، بدا وكأنه واحد منهم، أريد والياً لا يميز نفسه على الناس في ملبس ولا في مطعم ولا في مسكن، يقيم فيهم الصلاة ويقسم بينهم بالحق ويحكم فيهم بالعدل ولا يغلق بابه دون حوائجهم”.
على هذا الكلام قام عمر بن الخطاب باختيار عمير بن سعد ليكون والي على حمص، إلّا أنّ عمير حاول أن يعتذر عن هذه الولاية، فقام عمر بن الخطاب بإلزامه بها، رسم عمير لنفسه وهو أمير حمص واجبات الحاكم المسلم، كما قد خطب في أهل حمص وقال: “ألا إنّ الإسلام حائط منيع وباب وثيق، فحائط الإسلام العدل وبابه الحق، فإذا نُقِض الحائط وخطم الباب، استفتح الإسلام ولا يزال الإسلام منيعًا ما اشتد السلطان، ليست شدة السلطان قتلاً بالسيف ولا ضربًا بالسوط، لكن قضاءً بالحق وأخذاً بالعدل.