كان يتّصف عياض بن غنم بسماحته وكان يعطي ما يملك، توفي عياض لا يملك المال وليس عليه أي دين لأيّ أحد، قام عياض بن غنم بقيادة العديد من الفتوحات الإسلامية وتولى العديد من الولايات، قال ابن سعد فقال: “شهد الحديبية وما بعدها وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك”، كان عياض صالح فاضل وكان يلقّب بزاد الركاب؛ يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره.
من هو عياض بن غنم؟
هو عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يُكنّى بأبي سعد وقيل أبو سعيد الفهري القرشي، لُقّب بفاتح العراق وهو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح، كان عياض من أشراف قريش وهو يُعرف بفتوح الشام.
دخل عياض بن غنم إلى الإسلام قبل صلح الحديبية الذي كان سنة 6 هجري وشهدها، مات وكان عمره 60 عام فكان عمره عندما دخل الإسلام خمس وأربعون سنة، عندما تولى عياض بن غنم جاء عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه فلقيهم بالبشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياماً، بعد ذلك سألوه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه، فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها واستخطوا ونالوا منه.
فقال لهم: “أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني، قالوا: الله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله، فقال: فتأمروني أن أسرق مال الله، فوالله لا أخون فلساً أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلماً أو على معاهد،
“إنّي لأعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد وليت نفراً من قومي فيلومني في ذلك، قالوا: قد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر فأنفذه، فقال عياض: “إنّي لست عند عمر كأبي عبيدة، فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم.