موسوعة السيميائية على الإنترنت

اقرأ في هذا المقال


أن موسوعة السيميائية على الإنترنت تسعى إلى تسليط الضوء على التطورات المهمة في العلوم، والتي لا بد أن يكون لها تأثير على فهم القضايا التي أثارتها السيميائية تقليديًا، كما ستعيد النظر بشكل نقدي في المفاهيم والنماذج الأساسية التي تشكل محو الأمية السيميائية المعاصرة.

موسوعة السيميائية على الإنترنت

تشير الدراسات إلى أن موسوعة السيميائية على الإنترنت توفر دراسات متعمقة كتبها خبراء في مجموعة كبيرة ومتنوعة من التخصصات التي تؤثر على الطرق التي تعالج بها الكائنات بشكل عام، والبشر على وجه الخصوص.

كالمعلومات واكتشاف أو بناء المعنى، وتمثيل معارفهم ومشاركتها والتفاعل من خلال وساطة علامات ورموز تتغير بمرور الوقت، وتطور ثقافات وأنظمة فكرية متنوعة، كما تقدم دراسات توثق التطور التاريخي للسيميائية مع التأكيد على أن هذه الحركة المعرفية المتنوعة لا تزال في طور التكوين.

ويأمل علماء السيميائية أن يثبتوا الأهمية المستمرة والحاجة إلى البحث السيميائي الاجتماعي لتكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي، ودعوة المزيد من البحث في هذه المصنوعات السيميائية التي يستخدمها الجميع بشكل يومي في الحياة المهنية والشخصية، والتي تشكل جزءًا أساسيًا من المشهد السيميائي المعاصر.

تصميم الذات على الإنترنت والتنظيم السيميائي

يبحث علماء الاجتماع في دور المنصات الرقمية في تشكيل العلاقة بين التعبير عن الذات على الإنترنت، والتنظيم السيميائي والبناء الاجتماعي للذوق، من خلال التركيز على استخدام الموارد السيميائية لتصميم الويب للتعبير عن الهوية.

حيث تحلل الدراسة الأنظمة السيميائية الناشئة عن الممارسات التنظيمية وأنماط تصميم الويب، وتأثيرها على التغييرات في الهوية المتوقعة للمدون الشخصي، وعلى الرغم من الطابع التشاركي تُظهر النتائج دور النظام الأساسي في تجسيد تقنين التفضيلات السيميائية المهيمنة، ومع ما يترتب على ذلك من آثار تطبيع في ممارسات التصميم الذاتي للمدونين.

وتم دعم تطوير الويب من خلال خدمات الويب التي هي أنظمة برمجية مصممة لدعم التفاعل القابل للتشغيل المتبادل من آلة إلى آلة عبر الشبكة، ولقد كان اختيار المعايير التي تمكّن من مثل هذه التفاعلات التي فضلت التواصل بين الأنظمة المختلفة ومزجها.

وكان (Facebook) أول موقع للتواصل الاجتماعي يطلق خدمة للمطورين الذين كشفوا خدمات الويب الخاصة به وواجهات برمجة التطبيقات المرتبطة بواجهات برمجة التطبيقات، وسمح هذا الاختيار للمبرمجين بإنشاء أدوات يمكنها العيش داخل (Facebook) وتحويل موقع الشبكات الاجتماعية إلى نظام أساسي من خلال تفعيل قابليتها للبرمجة.

ومن أجل التحقيق في الإمكانيات والقيود التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي، يبدو أن هناك ضرورة لدمج تحليل النصوص الأمامية مثل المنشورات أو التعليقات والخصائص التواصلية لوسائل التواصل الاجتماعي مع استكشاف الطبقة الأساسية المكونة من شبكة العلاقات التي تم إنشاؤها داخل نظام إيكولوجي للتطبيق وتم تطويرها باستخدام خدمات سيميائية الويب.

والهدف من هذه الدراسة هو تقديم نهج متعدد الطبقات لدراسة منصات الوسائط الاجتماعية التي تجمع بين المجال الفرعي الناشئ لتقنية السيميائية مع دراسات النظام الأساسي.

وسائل التواصل الاجتماعي كتقنية سيميائية وممارسة اجتماعية

تتناول هذه الدراسة الحاجة إلى مناهج نقدية لوسائل الإعلام الاجتماعية من خلال سد التركيز على اللغة والموارد السيميائية الأخرى التي تميز دراسات الخطاب بمنظور أوسع على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها بنى اجتماعية وثقافية واقتصادية وتكنولوجية تهيمن على الإعلام والدراسات الثقافية.

على وجه التحديد يقترح علماء السيميائية نموذجًا لتحليل كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي كتقنيات سيميائية، أي التقنيات المصممة لتمكين وتقييد صنع المعنى، أن تغير الممارسات الاجتماعية من خلال دمج الخطاب والممارسة وهي أدوات جديدة للتحليل النقدي.

وكإطار للتحليل النقدي للخطاب والممارسة الاجتماعية، يوسع نموذج النهج السيميائي الاجتماعي الذي تم تطويره في الدراسات النقدية متعددة الوسائط الحديثة برمجيات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعمل في المقام الأول على توفير منصات وتسليع الممارسات الاجتماعية.

وبدلاً من تقديم مصفوفات غنية من الموارد السيميائية لإنشاء نصوص متعددة الوسائط ومصنوعات يدوية، باستخدام موقع الشبكة الاجتماعية الأكاديمية وممارسة مراجعة الأقران البحثي، توضح قدرة النموذج على حساب طرق تصميم منصات الوسائط الاجتماعية.

من خلال الموارد السيميائية التي تتيحها وطرق تقديمها التي تمكنها وتقيدها قدرة المستخدمين على أداء الممارسات الاجتماعية الرئيسية ولديها القدرة على تحويل هذه الممارسات.

تفاعل التقنيات السيميائية كحالة السيلفي

تعد صورة السيلفي واحدة من أكثر الظواهر المرئية انتشارًا وانتقادًا ومناقشة في هذا العصر، ومع ذلك فإن صياغة تعريف للصورة الشخصية ليس واضحًا، لأن القرائن المرئية سواء كانت تمثيلية أو تركيبية وحدها ليست كافية لتحديد الهوية.

وغالبًا ما يتطلب التعرف على الصورة على أنها صورة ذاتية، وليس صورة من المشاهدين لتفسير الصورة فيما يتعلق بالسياق التكنولوجي والاجتماعي الذي تم فيه التقاط الصورة ومشاركتها، إذ في هذه الدراسة يأخذ علماء السيميائية في الاعتبار الظروف التكنولوجية التي شكلت تطور صورة السيلفي كنوع مرئي.

ومحور مناقشتهم هو فرضية أن الصورة الشخصية ليست مجرد نوع من التمثيل الذاتي، ولكنها وسيلة لتوليد وجهات نظر مختلفة ومنظور صانع الصور الشخصية، والمشارك المرئي الممثل وتحديد المشاهد.

وكما أن هذا العرض الفريد الذي يولد منظورًا لصورة السيلفي يتم تسهيله وتقيده من خلال التقنيات المختلفة والمشاركة في ممارسات الصور الشخصية، من ناحية أخرى تؤدي القيود التكنولوجية والمادية لكاميرا الهواتف الذكية إلى ظهور شكل معين من المظهر المشوه الذي يجعل أنواعًا معينة من الصور الشخصية ممكنة.

ومن ناحية أخرى تسهل منصات التواصل الاجتماعي مشاركة صور السيلفي، مما يؤدي إلى طرق مبسطة ومبتكرة بشكل متزايد يمكن من خلالها تمثيل وجهات نظر الذات والتفاوض بشأنها، وفي حالة الصور الشخصية التي يتم التلاعب بها عبر التطبيقات يتم تعزيزها.

كما تؤدي القيود التكنولوجية والفيزيائية لكاميرا الهاتف الذكي إلى ظهور شكل محدد من المظهر المشوه الذي يجعل أنواعًا معينة من الصور الشخصية ممكنة، ومن ناحية أخرى تسهل منصات التواصل الاجتماعي مشاركة صور السيلفي.

التقاطعات بين التكنولوجيا السيميائية والتواصل الاجتماعي

تبحث هذه الدراسة في الحوار متعدد الوسائط عبر الوسائط الاجتماعية فيما يتعلق بالتقاطعات بين التكنولوجيا السيميائية والتواصل الاجتماعي، وفيها يستكشف النهج النظري والمنهجي لحوار الوسائط الاجتماعية متعدد الوسائط الترابط بين تصميم واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

كما يوضح كيف توفر وسائل التواصل الاجتماعي قوالب مصممة مسبقًا لتبادل المعلومات وكيف يستجيب المستخدمون لهذه الإمكانيات التكنولوجية من خلال الحوار والنماذج، ويعترف النهج السيميائي الاجتماعي متعدد الوسائط للحوار بأن الحوار لا يشمل فقط بنية التبادل الوظيفي.

ولكن أيضًا المراسلات الانفعالية أو التقييمية، لذلك تستكشف هذه الدراسة وسائل التواصل الاجتماعي كهيكل وظيفي، بالاعتماد على نظريات هيكل التبادل والنوع وتحقيق المراسلات التقييمية العاطفية.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: