ميراث عبد الرحمن الداخل

اقرأ في هذا المقال


صفات عبد الرحمن الداخل:

بالإضافة إلى تأسيس إمارة قرطبة، كان عبد الرحمن الداخل حاكماً ضميرياً، قام بإصلاح وبناء الطرق والجسور والقنوات على طول الإمارة الأموية بالأندلس وعاصمتها قرطبة، قام عبد الرحمن الداخل بتأسيس بيروقراطية مركزية قائمة على الجدارة لإدارة الإمارة.

من أجل إقامة إمارة أموية قوية ودائمة على شبه الجزيرة بشكل أفضل، قام الخليفة الأموي بتأسيس جهاز استخبارات وجيشًا دائمًا، كما واصل الخليفة عبد الرحمن الداخل بممارسة شعائر أجداده من أجل التسامح الديني.

اجتمعت جميع هذه العناصر من أجل أن تخلق أساسًا قويًا للازدهار وللقوى لزيادة القوة الأموية في المستقبل، وهذا الأمر يقوم بتفسير جزئيًا طول عمر الأسرة الأموية التي قامت في إسبانيا، والتي استمرت حتى عام (1031)م.

ربما لم يكن إرث عبد الرحمن الأعظم، مع ذلك، هو أي من هذه المنظمات الحكومية، ولكن مسجد قرطبة الكبير، الذي قام عبد الرحمن الداخل بتأسيسه في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بالعاصمة الأندلسية قرطبة، والذي قام بجمع عناصر من الثقافة الإسبانية وعناصر من الحضارة الإسلامية حتى ذلك الحين.

أعمال العمارة في عهد عبد الرحمن الداخل:

تم القيام ببناء العديد من المساجد في موقع كنيسة القوط الغربيين القديمة، إنه اندماج فريد بين طراز المساجد في عاصمة الخلافة الأموية قديمًا دمشق، مسقط رأس عبد الرحمن الداخل وبيت أجداده، وعناصر من البازيليكا المسيحية.

كما استخدمت مواد من مباني العصر القوطي والروماني للأعمدة ولوازم البناء، على الرغم من القيام بعملية توسيع هذا المسجد من قبل خلفاء عبد الرحمن الداخل، إلا أنّ جوهر هذا المسجد النادر والجميل، بما في ذلك الخطوط الحمراء الموجودة فيه كانت مميزة وعلى شكل حدوة الحصان، كانت في المساهمة الأصلية للخليفة عبد الرحمن الداخل.

عندما توفي عبد الرحمن في عام (788)م، انتقلت خلافة إمارة قرطبة إلى ابنه الخليفة هشام الأول والذي قام بحكم الإمارة الأموية من عام (788) حتى عام(796)م، في حين أنه لم ينجح في الانتقام تمامًا لمقتل إخوانه الأمويين، فإن البقاء على قيد الحياة كلاجئ لتأسيس إمارة إسلامية مستقلة منفصلة عن الخلافة العباسية لم يكن عملاً عاديًا، إن حقيقة بقاء الأمويين في إسبانيا حتى عام (1031)م، واستمرار حكم المسلمين في إسبانيا حتى عام (1492)م، دليل على طريقة حياة الأمير عبد الرحمن وجهوده الجبارة.


شارك المقالة: