ميزانية وزارة العارفه:
وقد أشار الملك سعود في خطابه التاريخي الهام الذي ألقاه في افتتاح مجلس الشورى في عام 1373/ 1954 ميلادي مدى اهتمامه في مجال التعليم فتحدث وأشار أنّه قد قمنا في تأسيس وزارة المعارف للنهوض بالعلم لتقوم في تعليم الشعب أمور دينة في البداية، ثم ما ينفعه في دنياه ثانية، وسيتم تخصص مبالغ خاصة لها من الميزانية، لتقوم بنشر العمل في جميع أرجاء البلاد.
ولتحقيق ذلك خصّصت الحكومة لوزارة المعارف ميزانية مستقلة مع بداية إنشائها قدرت بنحو 20 مليون ريالاً، وبلغت ميزانية وزارة المعارف بمقدار 88 مليون ريالاً في عام 1367/ 1957 ميلادي ونلاحظ هنا بأنّ الميزانية قد زادت أكثر من أربع مرات خلال مدّة لم تتجاوز أربع سنوات.
وفي عام 1381/ 1962 ميلادي قدرت ميزانية المخصصة في التعليم إلى 158 مليون ريالاً. مقابل ذلك عملت الوزارة على بذل أقصى جهودها في نشر التعليم بين جميع أفراد المجتمع وفي مختلف الطرق، ولم يقل الجهد المبذول في اتخاذ جميع التدابير من أجل تطوير العملية التعليمية وتحديثها. حيث أنّ التغير الكبير في السياسة التعليمية أدي بذلك إلى زيادة المتاعب التربوية والتعليمية وإلى تغير جذري في المناهج التربوية لمراحل التعليم المتعددة جميعها ليناسب النهضة التعليمية الحديثة.
وشمل ذلك توسعاً في الأجهزة التربوية وبذل المزيد من الجهد، وكذلك تخصيص ميزانية كبيرة تعتمد للمشاريع التعليمية التي وضع لها تخطيط تربوي منظم، ولم تقصر الدولة في الاهتمام في هذا العنصر التربوي، فقامت في دعمه في مبالغ مالية كبيرة تتفق مع الحركة التعليمية الكبرى والحديثة. بالإضافه في قيام الدولة في جعل جميع مراحل التعليم في مختلف وسائلة مجانياً لجميع أفراد الشعب، ولا توجد هناك نفقات إضافية تؤخذ منهم، بل إنّ الكتب والأدوات المدرسية تقدم أيضاً لهم مجانية.
بالإضافة إلى قيام الملك سعود في الأمر في منح الطلاب الفقراء من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية مبالغ مالية في كل شهر تشجيعاً لهم على الاستمرار في تثقيف عقولهم، وكان صرف تلك الإعانات يعتمد على عدد من الشروط يجب توافرها في الطالب وهي: أن يكون في حاجة شديدة بسبب يتم أو حاجة، وأن يكون من رعايا الحكومة السعودية. ويعد هذا نظاماً فريداً من نوعه على مستوى العالم الحديث، وبذلك تتمثل الدولة في المرتبة الأولى في تشجيع العلم والمتعلمين، ولذلك كان بحاجة إلى ميزانية ضخمة من أجل مواجهة التطور التعليمي.
التطور في ميزانية وزارة المعارف:
لقد تطورت ميزانية وزارة المعارف تطور ملحوظ، حيث كانت قبل إنشاء الوزارة تقدر في 12,817,466 فقط في عام 1952/ 1372 ميلادي، وقد وصلت تلك الميزانية إلى 20 مليون ر.س في عام 1373/ 1953 ميلادي، أي في وقت ظهور الوزارة، ثم تطورت وارتفعت بشكل ملحوظ في عام 1384/ 1924 ميلادي، وذلك يدل على مدى التقدمات الواسعة في ميزانية وزارة المعارف، وحجم التغيرات التي أدخلها سمو الوزير الأمير فهد بن عبد العزيز ومن تولى بعده في تلك الفترة.
تشمل ميزانية عام 1374 هجري على 5,245,280 ريالاً لمدينة الملك سعود العلمية، وتشمل ميزانية عام 1375 هجري 22 ملیون ر.س لمشاريع في العديد من المناطق، أمّا ميزانية وزارة المعارف في لعام 1380 هجري تتضمن العديد من القطاعات منها الديوان العام للتعليم وجامعة الملك سعود ومعهد جلالة الملك للتربية الصناعية.
نلاحظ من خلال حجم الميزانية الضخم بأنّ الدولة تغطي جميع تكاليف أوجه النشاط التعليمي والتربوي. وقد يقابل هذا التطور في ميزانية الدولة زيادة ملحوظة في عدد الطلاب في جميع مراحل التعليم، وبالإضافة إلى ذلك فقد أقبل المواطنون على مختلف أنواع التعليم في مختلف مستوياته التعليمية.
فأسّست الوزارة الكثير من المدارس والمعاهد في مختلف أرجاء المملكة، ولتستطيع الوزارة مواجهة هذا التوسع استعملت عدد كبير من مديري المدارس والمعاهد ومعلميها، ليقوموا في العمل في مختلف أنواع التعليم. وإنّ ذلك الاهتمام في العناية في التعليم كان الهدف منه النهوض والتطور أفراد الشعب وجعلهم على أفضل حال، وذلك عن طريق اهتمام الدولة في الكثير من القطاعات وخاصة قطاع التعليم وتشجيع أبناء المجتمع على الالتحاق به والاستمرار فيه في العديد من الطرق التي كلفت الدولة الكثير من المال والجهد المستمر.
وما زالت الدولة السعودية على استعداد دفع المزيد من الأموال في سبيل الرقي بشعبها، أمّا بالنسبة إلى المدارس المستأجرة فقد كانت تكلف الميزانية الكثير من عمليات الترميم والتصليح وتوفير الأثاث والماء، والكهرباء، بالإضافة إلى المصاريف المرتفعة، وقد جرى على هذه الأجور تطور أيضاً، حيث كانت قليلة جداً وأخذت تزداد بالشكل الكبير كما أشرنا في السابق.