نبذة عن حرب العرب الخزر

اقرأ في هذا المقال


حرب العرب الخزر:

كانت الحروب العربية الخزرية عبارة عن سلسلة من الصراعات التي دارت بين جيوش الخزر والخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين وأتباعهم، يُذكر أن الخزر هم قبائل تركية عاشت في شمال القوقاز وكانت ديانتهم، وكانت ديانتهم وثنية  الشامانية وبعد ذلك اليهودية، وكانت عاصمتهم في البداية بلنجر وبعد ذلك أتيل.

يقوم المؤرخون بالتمييز عادة بين فترتين رئيسيتين من الصراع بين الجانبين الحرب العربية-الخزر الأولى (642-652) وحرب الخزر الثانية (722-737)، ولكن القتالات العسكرية العربية للعرب الخزر أيضًا تضمنت العديد من الغارات المتفرقة على مختلف الجهات بالإضافة إلى اشتباكات متفرقة من منتصف القرن السابع حتى نهاية القرن الثامن.

أسباب قيام حرب العرب الخزر:

إنّ المسبب بحدوث حروب العرب والخزر هو قيام الدولة الأموية بمحاولات من أجل السيطرة على القوقاز وشمال القوقاز، حيث تم تأسيس حزب الخزر بالفعل، من أجل وقف محاولات الدولة الأموية انتهى الغزو العربي الأول، في بداية الستينيات، استطاعوا هزيمة الجيش الإسلامي الراشدي بقيادة  عبد الرحمن بن ربيعة وذلك خارج بلدة بلانجار وهي مدينة تقع في جنوب القوقاز، التي تقع تحت سيطرة العرب الخزر.

وقعت الأعمال العدائية مرة أخرى وذلك مع الخلافة الأموية في عام (711)، مع غارات كثيفة وقوية تم القيام بإطلاقها عبر جبال القوقاز، وذلك تحت قيادة الجنرالات المتميزين الجراح بن عبد الله بالإضافة إلى مسلمة بن عبد الملك، تمكن العرب من الاستيلاء على دربنت وحتى عاصمة الخزر الجنوبية بلانجار، لكن هذه النجاحات لم يكن لها تأثير يذكر على البدو الرحل الخزر، الذين استمروا في إطلاق مدمر.

كما تم القيام بحملات عسكرية في عمق القوقاز، في إحدى هذه الغارات في عام (731)، قام الخزر بهزيمة قوات الجيش الأموي في معركة أردبيل، وقاموا بقتل الجراح، لكن في العام التالي هزمهم الأمويين وتم إبعادهم شمالًا، ثم قام مسلمة بن عبد الملك باستعادة دربنت، والتي أصبحت فيما بعد من أهم المدن وأصبحت قاعدة عسكرية عربية استراتيجية، قبل أن يقوم مروان بن محمد (الخليفة المستقبلي مروان الثاني) بحل مكانه في عام (732).

بعد مرور فترة عن الحرب المحلية هدأت الأوضاع نسبيًا حتى عام (737)، عندما قام مروان بقيادة حملة استكشافية ضخمة إلى الجهة الشمالية وصلت إلى عاصمة الخزر أتيل التي تقع على ضفاف نهر الفولغا، وذلك بعد تأمين شكل من أشكال الخضوع والقبول بالسلطة من قبل الخجان، انسحب العرب.

كانت الحملة التي تم القيام بها في عام(737) بمثابة نهاية لحرب طويلة الأمد بين القوتين، مما أدى إلى القيام بإنشاء ديربنت باعتبارها المدينة الاستيطانية الإسلامية في أقصى الشمال، من ناحية أخرى تم القيام بتأمين الهيمنة الإسلامية على القوقاز.

المصدر: الدولة الأموية: والأحداث التي سبقتها ومهدت لها ابتداءً من فتنة عثمان 1985، صفحة 121 موسوعة سفير للتاريخ الإسلاميّ، الجزء الثاني «العصر الأموي»، ص9. دار سفير، سنة 1996.الوجيز في الخلافة الراشدة (الطبعة الأولى سنة 2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم.الحروب الصليبية في المشرق (الطبعة الأولى سنة 1984). سعيد أحمد برجاوي. دار الآفاق الجديدة.


شارك المقالة: