اقرأ في هذا المقال
كانت النتيجة هزيمة كبيرة للعثمانيين، الذين لم يخسروا معركة بحريّة كبرى منذ القرن الخامس عشر ومع ذلك، فشلت الرابطة المُقدّسة في الاستفادة من الانتصار، وبينما كانت الهزيمة العثمانيّة غالبًا ما يُشار إليها على أنّها نقطة التحول التاريخيّة التي بدأت الركود النهائي للتوسع الإقليمي العثماني، لم يكُن هذا بأي حال نتيجة مُباشرة.
على الرَّغم من أنّ النصر المسيحي في ليبانتو أكّد التقسيم الفعلي للبحر الأبيض المتوسط، حيث كانت الجهة الشرقيّة تحت السيطرة العثمانيّة حازمة والجهة الغربيّة تحت سيطرة هابسبورغ وحلفائهم الإيطاليين، ممّا أوقف التعدي العثماني على الأراضي الإيطاليّة، لم تستعيد الرابطة المُقدّسة أي الأراضي التي فقدها العثمانيون قبل ليبانتو.
كان هناك خسائرجسيمة لمعركو ليبانتو، فقد الأسطول العثماني ما يُقارب من (142) سفينة، واستولى الأسطول المسيحي على (60) سفينة أُخرى تقاسمتها الدول المُشاركة بالمعركة، كما استولوا على (117) مدفعًا كبيرًا، (256) مدفعًا صغيرًا، وتمّ تحرير (30) ألف أسير مسيحي، وتمّ قتل وأسر حوالي (20) ألف من الإسطول العثماني من بينهم (3460) أسير، أمّا من الأسطول المسيحي، قُتل حوالي (8) آلاف وسقط (20) ألف جريح.
يُلخص المؤرخ بول كديفيس أهميّة ليبانتو بهذه الطريقة: “هذه الهزيمة التركيّة أوقفت توسع العثمانيين في البحر الأبيض المتوسط ، وبالتالي حافظت على الهيمنة الغربية، ونمت الثقة في الغرب من أنّ الأتراك، الذين لم يكُن من الممكن إيقافهم سابقًا، يُمكن هزيمتهم”
سارع العثمانيون إلى إعادة بناء قواتهم البحريّة، بحلول عام 1572، بعد حوالي ستة أشهر من الهزيمة، تمّ بناء أكثر من (150) سفينة و (8) جالسات وإجمالي 250 سفينة، بما في ذلك ثمانية من أكبر السفن الرأسماليّة التي شوهدت في البحر الأبيض المتوسط، مع هذا الأسطول الجديد، تمكنت الإمبراطوريّة العثمانيّة من إعادة تأكيد تفوقها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
تفاخر رئيس وزراء السلطان سليم الثاني، الوزير الأكبر محمد سوكولو، أمام مبعوث البندقية ماركانتونيو باربارو بأنّ النصر المسيحي في ليبانتو لم يتسبب في ضرر دائم للإمبراطوريّة العثمانيّة، في حين كان الاستيلاء على قبرص من قبل العثمانيين في العام نفسه أمرًا مُهمًا ضربة قائلة:
“جئت لترى كيف نتحمل مصيبتنا، ولكن أود أنّ تعرف الفرق بين خسارتك وخسارتنا، في مصارعة قبرص منك حرمناك من ذراع، في هزيمة أسطولنا، قمت بحلق لحيتنا فقط، لا يُمكن أنْ تنمو الذراع عند قطعها مرة أخرى؛ لكنّ اللحية المقطوعة ستنمو بشكل أفضل للحلاقة”