يُعتبر نظام القرابة لدينا نظام ضيق النطاق نسبياً. بسبب أن معظم المصطلحات التي تستخدم في نظام القرابة الأساسية تشير إلى أقارب الأسرة الأساسية، ونادراً ما تعترف تلك المصطلحات بالأجداد أو الأحفاد.
والمصطلحات الأساسية هى الأب، الأم، الأخ، والأخت على الرغم من أن المصطلحات كثيراً ما تستبدل بأسماء أصحابها الفعلية. كذلك قد تستخدم مصطلحات عم أو خال، وعمة أو خالة، وابن أو بنت العم أو ابن أو بنت الخال.
وبالعادة يتبع مصطلح القرابة فى هذه الحالات اسم صاحبه، مثل: (العم خالد)، أو (العمة مها) و(بنت العم هدى)، أما الأقارب الأبعاد فنادراً ما ينادون بمصطلح القرابة الدال عليهم.
وما يميز أنساق القرابة لدى كثير من المجتمعات الأخرى، وخاصة لدى الشعوب، وتمتاز بأنها واسعة النطاق. مثال على ذلك (الهنود الحمر).
في جميع الحالات التى يتم فيها ذكر الهنود الحمر أو أي شعب من الشعوب الأمية فإن التوجه يكون على ثقافات تلك الجماعات قبل اتصالهم مع الشعوب المتحضرة للتخاطب.
النظام الاجتماعي لدى الشعوب الأمية:
وبذلك يُعتبر نظام القرابة نظاماً اجتماعياً مهماً جداً عند كثير من الشعوب الأمية والبدائية، وتعد مصطلحات القرابة هى أداة التخاطب العادية بين الناس، كما أنها تستخدم بين الأغراب. وبعض القبائل تعتبرها نوع من أنواع المجاملة والاحترام للشخص المقابل، عند استخدام أحد مصطلحات القرابة المناسبة.
ومن تجارب أحد الباحثين الذين كانو يعملون فى جمع وتسجيل أغاني الاحتفالات الطقوسية من أحد المغنين الكبار في السن من قبيلة (النافاهو)، الذي كان يتكلّم لغة إنجليزية بدائية أو أولية. وكان المغني فى حديثه مع الباحث يناديه دائماً بمصطلح القرابة الذي عند النافاهو (أخى الأصغر). وهذا يدل على فرض الاحترام المتبادل بينهم ومؤكداً بذلك وجود علاقة قرابة مفترضة بينه وبين الباحث.
صلة القرابة:
من أجل فهم صلات القرابة وما ينتج عنها من ثقافة اجتماعية تقوم على الانحياز واللاموضوعية، وفي النهاية تقودنا إلى فهم ظواهر ثقافية وتاريخية لها أسس عميقة في أغلب المجتمعات حتى المتحضرة منها، التي لا تخلو أبدًا من هذه الأنماط القرابية.
وإذا حدث خلل في أنماط القرابة أوجدت خللًا في العدالة الاجتماعية، لكن في هذه المجتمعات التي يحكمها القانون الذي يُعد الانحياز القرابي فيها جريمة، بالذات إذا ما كانت على حساب باقي المجتمع وأفراده، بينما في المجتمعات التي لم تخرج بعد عن نظام القبيلة، فيصعب التحكم في هذه الظاهرة.