يعيش سكان إسكيمو في القطب الشمالي في أبعد نقطة إلى الشمال ممكن أن يعيش فيها بشر، يبنون بيوتهم على شاطئ “سميث ساوند” فى شمال غرب جرينلاند. وبيئتهم شديدة البرودة، شتاؤها طويل، وصيفها قصير جداً.
التكنولوجيا في الإسكيمو شبه معدومة بالرغم من براعتهم ومناسبتهم الشديدة للبيئة التي يعيشون فيها. فالأدوات والأسلحة تُصنع من العظام، والعاج، والأخشاب، والبيوت عبارة عن مساكن صغيرة مبنية من الحجر والطين الممزوج بالعشب، والملابس والأواني تُصنع من الجلود البدائية.
ولا يوجد في الإسكيمو حيوانات أليفة سوى الكلب، وهو لا يُستخدم للطعام. وإنَّما كقوة لجَرّ الأثقال، والمساعدة في الصيد. ويتم جمع الطعام عن طريق الصيد البري، وصيد الأسماك، والتقاط الطيور. فالمناخ لا يسمح بأي نوع من أنواع الزراعة، ولا يترك سوى بعض الأغذية النباتية البرية القليلة جداً.
طبيعة الحياة في الإسكيمو:
وعلى الرغم من وجود مواسم رفاهية نسبية (كفصل الربيع )، إلا أنَّ موارد الطعام نادرة ومتناثرة ومتباعدة في العادة، مما يدفع السكان إذا ما أرادوا أن يبقوا على قيد الحياة إلى الانتشار فوق رقعة شاسعة من الأرض. وأن يتحملوا أعباء العمليات الإنتاجية موزَّعة بالتساوي بين الرجال والنساء.
الرجال يقومون بالصيد البري وصيد الأسماك، ويقومون ببعض العمليات الأخرى التى تتطلب قوة جسمانية أو الغياب لمدة طويلة بعيداً عن المعسكر أو البيت. أمَّا النساء فيَقُمنَّ بإعداد الطعام، وصنع الملابس وإصلاحها، وجمع بيض الطيور، وينصبون الشِباك للحيوانات ذات الفراء، ويقَُمنَّ بجميع الأعمال المتاحة لهن وفب نفس الوقت العناية بالأطفال وإدارة شؤون البيت.
ويتعلم الأطفال فى سن مبكرة جداً من حياتهم الأعمال المناسبة لجنسهم (ذكوراً أو إناثاً)، ومساعدة والديهم فى حدود استطاعتهم.
وكل الأشياء مملوكة ملكية عامة ويتم توزيعها على الجميع، باستثناء الأدوات والمعدات التى يستخدمها الفرد بنفسه دائما. معنى هذا أنَّ التجارة لا وجود لها، ولا قيمة للثروة بمعنى حيازة الأشياء المادية.
والجماعات الاجتماعية عند الإسكيمو تنقسم إلى نوعين اثنين: الأسرة النووية والقرية أو فريق الصيد. وإن كانت الوحدة الأخيرة (أي الصيد) عابرة جداً ونادراً ما تجمع فعلاً بين نفس الأفراد أكثر من موسم واحد. أمَّا الأسرة النووية فهي الجماعة الاجتماعية الوحيدة التي تتمتع بقدر معين من الاستقرار والثبات.