يختلف العلماء في وجهات النظر في ما يتعلق بنظريات التخطيط الحضري، فمنهم يهتم بالجانب المادي ومنهم من يهتم بالجانب الاقتصادي، والبعض يهتم بالجوانب الاجتماعية وفريق آخر يهتم في البيئة الأيكولوجية.
ولكن أغلب المنظرين يتفقون على أنْ يكون التخطيط الحضري مبني على أهداف واضحة في المعالم وتكون في نفس الوقت سهلة التنفيذ وسهلة التطبيق، وفي نفس الوقت تتَّصف بالمرونة من أجل تسهيل عملية التطبيق.
النظرية السكانية في التخطيط الحضري:
إنَّ هذه النظرية تركز على حجم السكان في أي مدينة حديثة، وترى هذه النظرية أنَّ كل دولة من دول العالم أو أي مدينة من المدن الحديثة لا بد أن يكون فيها عدد مناسب من السكان، يتناسب مع الحجم والإمكانيات الاقتصادية من أجل استثمارها بالطريقة الملائمة.
حيث أنَّه إذا قلّ عدد السكان عن الحد المفترض، أو زاد عن هذا العدد مع افتراض بقاء الموارد الاقتصادية كما هي ثابتة فإنَّ السكان سيعيشون حياة سيئة وغير مستقرة.
النظرية الاقتصادية في التخطيط الحضري:
تُعرَف هذه النظرية باسم نظرية تقسيم العمل، وترى هذه النظرية أنَّ الإنسان هو كائن عقلاني وهو دائم العمل من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية، والتي تعود عليه بأفضل عائد أو ربح مادي.
كما يرى أصحاب هذه النظرية أنَّ على الإنسان أن يخطط لمدينة المستقبل، وذلك من خلال فرض البدائل الاقتصادية والاستثمارية المختلفة، ومن ثمَّ عليه الاختيار من بين هذه البدائل البديل الأفضل والأمثل، الذي يُحقق للإنسان أكبر رفاهية اقتصادية ممكنة، كما تُعرَف أيضاً باسم نظرية الإنسان الاقتصادي.
كما تشمل النظرية الاقتصادية على نظرية التخصص الحضري ويرى أو يعتقد أصحاب هذه النظرية أنَّ المدينة الحديثة تعتبر وحدة اقتصادية تؤدي دور مهم في البناء الاجتماعي الخاص بالدولة وبناء على هذا التخطيط، وتقوم بدور اقتصادي حضري أو دور مهني وأمَّا الأدوار الأخرى تُعَد أدواراً ثانوية.
وبناءً على النظرية الاقتصادية يمكن تقسيم المدينة الحديثة إلى عدة أنواع أو أشكال، حيث يمكن إنشاء مدينة مُستهلكة أو إنشاء مدينة منتجة، والعمل على إنشاء مدن لأغراض الاستيراد والتصدير وإنشاء مدن مالية وإنشاء مدن حربية أو إنشاء مدن سياسية أو إنشاء مدن ثقافية.